اللهم إني أسالك حسن الخاتمة
مقدمة
حسن الخاتمة هو الأمنية التي ينشدها كل مسلم مؤمن، إذ يمثل غاية السعي وذروة العمل الصالح، فالخاتمة الحسنة هي التي يتوج بها المسلم حياته الإيمانية ويختم بها مشواره الدنيوي، وهي منتهى الطريق الذي يوصله إلى جنات النعيم والرضوان.
فضل حسن الخاتمة
ورد في فضل حسن الخاتمة في الكتاب والسنة أحاديث كثيرة تبين عظيم أجرها ومنزلتها، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا جاء أجل ابن آدم، حسنت خاتمته، قيل هذا بعملنا، أم برحمة الله؟ قال: بل برحمة الله”.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى، فإن الظن بالله تعالى على قدر عمل ابن آدم”.
وفي الآية الكريمة يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.
أسباب حسن الخاتمة
- التوحيد الخالص: أن يكون المسلم موحدًا بالله تعالى، موقنًا به، لا يشرك به شيئًا، حتى يلقى الله على هذه الحال.
- الإخلاص في العمل: أن ينوي المسلم بعمله وجه الله تعالى، فلا يرائي أحدًا ولا يبتغي الثناء أو الشهرة.
- التوبة النصوح: أن يتوب المسلم توبة صادقة من الذنوب والمعاصي، ويقبل على الله تعالى منيبًا إليه بقلبه وعمله.
{|}
علامات حسن الخاتمة
- أن يموت المسلم على لا إله إلا الله: أن يتلفظ المسلم عند موته بشهادة التوحيد، حتى يكون آخر كلامه هو ذكر الله تعالى.
- أن يخرج من الدنيا في حالة رضى وقبول: أن يموت المسلم وهو راضٍ عن الله تعالى وعن قضائه وقدره.
- أن يخفف الله عنه سكرات الموت: أن يسهل الله على المسلم لحظات الموت الأخيرة، ويريحه من مصاعبها.
من مات على غير حسن الخاتمة
قد يحرم بعض المسلمين من حسن الخاتمة بسبب بعض الأمور، ومن ذلك:
{|}
- الظلم والبغي: أن يموت المسلم وهو ظالم أو باغٍ على نفسه أو على غيره.
- الموت على معصية: أن يموت المسلم وهو مقيم على معصية كبيرة، ولم يتب عنها.
- أكل الربا: أن يموت المسلم وهو آكل للربا أو متعامل به.
أدعية حسن الخاتمة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة، وكان من أدعيته المأثورة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إني أسألك حسن الخاتمة”.
كما كان يصلي ركعتين قبل النوم، ويقول في سجوده: “اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك صلى الله عليه وسلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل آخر كلامي لا إله إلا الله”.
الدعاء بحسن الخاتمة
{|}
ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة، وأن يلجأ إلى الله تعالى في كل وقت وحين، ويناجيه بصدق وإخلاص، راجيًا منه أن يوفقه لذلك، وأن يختم له بختام السعداء.
خاتمة
حسن الخاتمة هو غاية ما يتمناه المسلم المؤمن، وهو منحة من الله تعالى يهبها لمن يشاء من عباده، فعلينا أن نسعى إليها بكل ما أوتينا من قوة، وأن نستعين بالله تعالى ونكثر من الدعاء بها، حتى يختم لنا حياتنا بالخير والرضوان.
{|}