اللهم اني استودعتك نفسي واهلي
مقدمة
يُعد دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” من الأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من الأدعية الجامعة التي يستعين بها المؤمن على حماية نفسه وأهله من كل سوء ومكروه، بل ومن الأذى والضرر، وهو دعاء حماية المؤمنين، ودفع البلاء وجلب الأمان، كما أنه من الأدعية التي تُقال عند النوم، وعند السفر، وعند الدخول في أماكن جديدة، ولكن يُستحب أن يُقال في جميع الأوقات، فالمؤمن يُحب أن يكون الله حفيظه في كل زمان ومكان.
فضل الاستوداع
للاستوداع عند الله تعالى فضل كبير، فقد جعل الله تعالى نفسه حافظًا للمؤمنين ومُستودعًا لهم، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يمسي: اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي وولدي، فلم يُصب أحدٌ منهم بشيء حتى يصبح”، وفي رواية أخرى: “فما أصابه من بلاء حتى يصبح”، ويظهر من الحديث أن الاستوداع عند الله تعالى يُعد سببًا لحفظ النفس والأهل والمال والولد من كل سوء ومكروه.
حفظ الله تعالى
{|}
إن المؤمن حينما يستودع الله نفسه وأهله، فإنه بذلك يكون قد أسند أمره إلى من لا تضيع عنده الودائع، فالله تعالى هو خير الحافظين، وهو الذي لا ينام ولا يغفل، وهو الذي يحفظ عباده من كل سوء ومكروه، كما أن حفظ الله تعالى لعباده يكون سببًا لدفع البلاء وجلب الأمان، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قال العبد: اللهم إني استودعتك نفسي فأنت خير مستودع، فإنه لا يزال الله حافظًا له حتى يرده إلى نفسه”، فالمؤمن يثق تمام الثقة بأن الله تعالى هو خير الحافظين.
دفع البلاء وجلب الأمان
{|}
إن دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” من الأدعية التي يُقال عند السفر، وعند الدخول في أماكن جديدة، وذلك لأن المؤمن يُحب أن يكون الله حفيظه في كل زمان ومكان، ولأن السفر يُعد من الأوقات التي يكون فيها الإنسان أكثر عرضة للبلاء والضرر، فالمسلم يُحب أن يكون الله تعالى حفيظه في كل أحواله، ويجعله الله في أمن وأمان، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أحدكم مكانًا لم يذكر اسم الله فيه، فليقل: اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، فإن أصابه شيء لم يلمه إلا نفسه”، فالمؤمن حينما يستودع الله نفسه وأهله، فإنه بذلك يكون قد دفع عنهم البلاء وجلب لهم الأمان.
الاستوداع قبل النوم
{|}
يُستحب للمؤمن أن يقول دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” قبل النوم، وذلك لأن النوم يُعد من الأوقات التي يكون فيها الإنسان أكثر عرضة للبلاء والضرر، فالمسلم يُحب أن يكون الله حفيظه وهو نائم، كما أن النوم من علامات الموت، والمؤمن يُحب أن يكون الله حفيظه وهو حي وميت، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره، وليقل: بسم الله، اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، اللهم احفظنا من شر خلقك كله، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وأفوّض أمري إليك، وألجأ ظهري إليك، وأوكل أمري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك”، فالمؤمن حينما يقول هذا الدعاء قبل النوم، فإنه بذلك يكون قد استودع الله نفسه وأهله وماله، وطلب من الله تعالى أن يحفظه من كل سوء ومكروه.
الاستوداع عند الكرب
{|}
إن دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” من الأدعية التي يُقال عند الكرب، فالمؤمن حينما يشتد عليه البلاء والضرر، فإنه يلجأ إلى الله تعالى، ويستودعه نفسه وأهله، ويطلب منه تعالى أن يحفظه من كل سوء ومكروه، فالله تعالى هو الملاذ الآمن لعباده في كل أحوالهم، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا نزل بك أمر فقل: اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، فإنك خير مستودع، ولا تضيع الوديعة”، فالمؤمن حينما يقول هذا الدعاء عند الكرب، فإنه بذلك يكون قد استسلم لله تعالى، وطلب منه تعالى أن يحفظه من كل سوء ومكروه.
الاستوداع عند خروج الروح
إن دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” من الأدعية التي يُقال عند خروج الروح، فالمؤمن حينما يحضر أجله، ويوشك أن يخرج روحه، فإنه يلجأ إلى الله تعالى، ويستودعه نفسه وأهله، ويطلب منه تعالى أن يتقبله في جوار رحمته، وأن يجمعه مع الصالحين، فالله تعالى هو خير من يستودع المؤمن نفسه إليه عند خروج الروح، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يريد أن ينام: اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، فإن أصابه شيء لم يلمه إلا نفسه”، فالمؤمن حينما يقول هذا الدعاء عند خروج الروح، فإنه بذلك يكون قد استسلم لله تعالى، وطلب منه تعالى أن يتقبله في جوار رحمته.
الخاتمة
إن دعاء “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي” من الأدعية الجامعة التي يستعين بها المؤمن على حماية نفسه وأهله من كل سوء ومكروه، بل ومن الأذى والضرر، وهو دعاء حماية المؤمنين، ودفع البلاء وجلب الأمان، وهو من الأدعية التي تُقال في جميع الأوقات، فالمؤمن يُحب أن يكون الله حفيظه في كل زمان ومكان.