اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومن أحب

الاستوداع هو إيداع الشيء لدى شخص موثوق به لحفظه وصيانته، ويُعد الله سبحانه وتعالى خير من تُستودع عنده النفوس والأهل والأحبة، لما له من قدرة مطلقة على حمايتهم ورعايتهم وحفظهم من كل سوء ومكروه.

فضل استوداع الله


يستحب للمسلم أن يدعو الله باستوداعه نفسه وأهله وأحبابه، لما في ذلك من فوائد كثيرة، منها:

الاطمئنان والسكينة في القلب، حيث إن الاستوداع يتضمن تفويض الأمر لله، فهو وحده القادر على حفظ وحماية عباده.

رفع القلق والتوتر، إذ إن استوداع الله يزيل الخوف من المستقبل ويبعث الطمأنينة في النفس.
زيادة الإيمان بالله وثقته، حيث إن الاستوداع يُظهر مدى اعتماد المسلم على الله وتوكله عليه.

آداب الاستوداع
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع بعض الآداب عند استوداع الله النفس والأهل والأحبة، منها:

الإخلاص والصدق في الدعاء.

التضرع والخشوع في الدعاء.

المداومة على الدعاء والاستغفار.

أوقات الاستوداع

يستحب للمسلم أن يُكثر من الاستوداع في الأوقات المباركة، مثل:

في أوقات السحر.

عند النوم.

عند الخروج من المنزل.

صيغ الاستوداع

وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغ عديدة للاستوداع، منها:
“اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ومن أحب.”
“اللهم إني أستودعك ديني وأمانتي وخواتيم عملي.”

“اللهم إني أستودعك نفسي وعشيرتي وأحبائي وصحتي ومالي.”
أمثلة من استوداع الله

ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة على استوداع الأنبياء لله، منها:

استوداع نبي الله يوسف عليه السلام نفسه عند دخوله السجن: “وقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. يا ليتني لم أذكر يوسف. وقال الملك إني أراه يسرق. وقال الشاهد من أهلها إن كان قميصه قُد من قبل، فصدقت وهو كاذب، وإن كان قميصه قُد من دبر فكذب وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قُد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم. وقال يوسف أعرضوا عني واستغفرن الله إني كنت من الخاطئين” (سورة يوسف).

استوداع نبي الله موسى عليه السلام أمته لله عند ذهابه لمناجاة ربه: “وقال موسى لقومه استخلفوا من بعدي هارون أخي” (سورة الأعراف).

يُعد استوداع الله سبحانه وتعالى النفوس والأهل والأحبة من أفضل الأعمال وأهمها، لما فيه من فوائد عظيمة للإنسان، لذا ينبغي على المسلم أن يُكثر من الاستوداع في مختلف الأوقات، وأن يتبع الآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر.