اللهم اني استودعك أولادي
اللهم إني استودعتك أولادي، فاحفظهم بعينك التي لا تنام، واحرسهم بركنك الذي لا يرام، واصرف عنهم شرور الإنس والجان، ووفقهم لما تحب وترضى، واجعلهم من عبادك الصالحين، يا أرحم الراحمين.
حب الله لأولاده
{|}
إن محبة الله تعالى لأولاده من أعظم النعم التي وهبها الله لعباده، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدلة على حب الله تعالى لأولاده، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدة بولَدِها».
ومن مظاهر حب الله تعالى لأولاده أنه خلقهم في أحسن تقويم، ورزقهم من الطيبات، وهداهم إلى طريق الحق والإيمان، ووعدهم بالجنة إذا عملوا الصالحات، وتاب عليهم إذا تابوا من ذنوبهم.
ولكن يجب أن نعلم أن حب الله تعالى لأولاده لا يعني أنه تعالى يرضى عنهم مهما عملوا من المعاصي والذنوب، بل إن الله تعالى يحب عباده الذين يتقون الله ويطيعون أوامره ويجتنبون نواهيه.
واجب الوالدين تجاه أولادهم
إن الله تعالى قد فرض على الوالدين واجبات تجاه أولادهم، ومن أهم هذه الواجبات:
تربية الأولاد على الأخلاق الفاضلة والقيم الإسلامية، وتعليمهم أصول الدين الإسلامي، وحب الوطن، واحترام الكبير، والرأفة بالصغير.
رعاية الأولاد صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وتوفير لهم كل ما يحتاجون إليه من طعام وشراب وملبس ومسكن.
حماية الأولاد من كل مكروه، وحفظهم من الشرور والفتن، وتوفير لهم بيئة آمنة ومستقرة.
حقوق الأولاد على والديهم
إن للأولاد حقوقًا على والديهم، ومن أهم هذه الحقوق:
حق الرعاية والتربية، وحق التعليم، وحق النفقة، وحق الحماية، وحق المعاملة الحسنة.
ولا يجوز للوالدين التقصير في أي من هذه الحقوق، لأن ذلك يعد إثمًا عظيمًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
كما يجب على الأولاد بر الوالدين وطاعتهما في غير معصية الله تعالى، ويجب عليهم رعايتهما خاصة في وقت الشيخوخة والمرض.
فضل دعاء الوالدين لأولادهم
{|}
إن دعاء الوالدين لأولادهم من أفضل الأدعية التي يستجيبها الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة الوالد لولده أفضل من دعوة المرء لنفسه».
ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الوالدين لأولادهم:
دعاء الله أن يهديهم ويرزقهم العلم النافع، وأن يجعلهم من عباد الله الصالحين، وأن يحفظهم من كل مكروه.
ويجب على الأولاد أن يبر والديهما ويدعوا لهما بالمغفرة والرحمة، ويستغفران لهما بعد موتهما.
{|}
خطورة الإهمال في تربية الأولاد
إن الإهمال في تربية الأولاد من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمع، فقد ينتج عنه الكثير من الآثار السلبية على الأولاد والأسرة والمجتمع ككل، ومن ذلك:
انحراف الأولاد وسوء أخلاقهم، وتعرضهم للوقوع في المشاكل والفتن، وفقدانهم للإيمان والدين.
تفكك الأسرة وانهيارها، وزيادة معدلات الطلاق والتفكك الأسري، وفقدان الأبناء للدور الإيجابي للأسرة في حياتهم.
انتشار الجريمة والعنف في المجتمع، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وفقدان الأمن والاستقرار.
طرق الوقاية من الإهمال في تربية الأولاد
هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من الإهمال في تربية الأولاد، ومن ذلك:
زيادة الوعي بأهمية التربية السليمة للأولاد، وتوعية الوالدين بواجباتهم وحقوق أولادهم.
توفير الدعم والمساعدة للوالدين، خاصة في أوقات الأزمات والمشاكل، وإرشادهم إلى الطرق السليمة للتربية.
سن قوانين صارمة لحماية الأطفال من الإهمال وسوء المعاملة، وتفعيل دور الجهات المسؤولة عن حماية الطفل.
دور المدرسة والمجتمع في تربية الأولاد
ليس الوالدين وحدهما المسئولين عن تربية الأولاد، بل إن المدرسة والمجتمع لهما دور كبير في هذه التربية، ومن ذلك:
{|}
دور المدرسة في تعليم الأولاد القيم والمبادئ الإسلامية، وغرس حب الوطن في نفوسهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
دور المجتمع في توفير بيئة صحية وآمنة للأولاد، ومحاربة كل أشكال العنف والإهمال وسوء المعاملة ضد الأطفال.
{|}
دور الإعلام في توعية الوالدين والمجتمع بأهمية التربية السليمة للأولاد، ونشر المعلومات الصحيحة حول طرق التربية الفعالة.
الخاتمة
إن تربية الأولاد من أهم الواجبات التي يجب أن يقوم بها الوالدين والمجتمع، وأن الإهمال في تربية الأولاد يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية على الأولاد والأسرة والمجتمع، لذلك يجب زيادة الوعي بأهمية التربية السليمة للأولاد، وتوفير الدعم والمساعدة للوالدين، وتفعيل دور المدرسة والمجتمع في تربية الأولاد.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتربية أولادنا على الوجه الذي يرضيه، وأن يجعلهم من عباد الله الصالحين.