اللهم إني أسلمت نفسي إليك
مقدمة
التسليم لله ركن من أركان الإسلام الأساسية، وهو يعني الاستسلام لله وحده بالإيمان والعمل، والرضا بما قضى وقدر. ومما يدل على أهمية التسليم لله أمر الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام بتسليم نفسه لله، كما قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: 103].
{|}
التوكل على الله
التوكل على الله من أعظم مظاهر التسليم لله، وهو تفويض الأمور إلى الله واليقين بأن الله وحده هو القادر على جلب النفع ودفع الضر. ويترتب على التوكل على الله البركة والرزق، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
الرضا بقضاء الله
الرضا بقضاء الله يعني الاقتناع بما قُدر للإنسان، سواء كان خيراً أو شراً، واليقين بأن الله تعالى هو أعلم بما فيه مصلحة العبد. والرضا بالقضاء يُساعد الإنسان على الثبات والصبر في الشدائد، كما يُعينه على شكر الله على النعم. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 32].
الإحسان إلى الخلق
يتضمن التسليم لله الإحسان إلى الخلق؛ فمن أحسن إلى الخلق فقد أحسن إلى نفسه، ومن أساء إلى الخلق فقد أساء إلى نفسه. والإحسان إلى الخلق يقتضي معاملتهم بالحسنى، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم، والصفح عنهم عند الإساءة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم الناس لا يرحمه الله”.
العبادة الخالصة لله
يقتضي التسليم لله العبادة الخالصة له وحده، وعدم الإشراك به أحداً في العبادة. والعبادة الخالصة لله تعني الإخلاص له في جميع الأعمال الظاهرة والباطنة، وإفراده بالحب والخشية والرجاء. كما تعني اجتناب الشرك، سواء كان شركاً جلياً أو خفياً. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾ [النساء: 48].
{|}
السعي في إعمار الأرض
{|}
التسليم لله لا يعني الانعزال عن المجتمع، بل يجب على المسلم أن يسعى في إعمار الأرض وإصلاحها. وإعمار الأرض يتحقق من خلال العمل والجهاد في سبيل نشر الخير ومحاربة الشر. قال الله تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
الدعاء إلى الله
{|}
الدعاء من أعظم مظاهر التسليم لله، وهو وسيلة العبد للاتصال بربه وقضاء حوائجه. والدعاء يجب أن يكون خاشعاً خالصاً لله، وأن يكون موافقاً لما أمر الله به، كما يجب على العبد أن يجتهد في الدعاء ولا يقنط من إجابة الله. قال الله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
خاتمة
إن التسليم لله هو جوهر العبودية لله، وهو سبيل المؤمن إلى السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة. ومن علامات التسليم لله الرضا بقضاء الله، والتوكُل عليه، والإحسان إلى خلقه، وعبادته وحده، والسعي في إعمار الأرض، والدعاء إليه خاشعاً متضرعاً.