لا صعب إلا ما جعلته سهلاً
إن الله سبحانه وتعالى هو الذي ييسر الأمور ويجعلها سهلة، فمن توكل عليه وتضرع إليه سهل له كل أموره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى قال: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.
فاذكر الله ولا تيأس من رحمته وتوكله ولا تعجز، فما عند الله ليس بعزيز، وما ليس عنده لا يُطلب، وما أيسر ما يكون مع الله، فهو القائل سبحانه: “إن مع العسر يسرًا”، وهو القائل كذلك: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
فضل التوكل
التوكل هو الاعتماد على الله والتفويض إليه واليقين بأن الله كاف لعباده، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على التوكل عليه في كثير من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”.
والتوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بالوسائل المباحة، بل هو يكملها ويزيد فيها البركة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اعقل وتوكل”، ولأن التوكل ثمرة من ثمرات الإيمان، وهو دليل على قوة الإيمان بالله تعالى.
الفرق بين التوكل والتفويض
التوكل هو الاعتماد على الله والتفويض إليه مع بذل الأسباب والوسائل المباحة، أما التفويض فهو أعلى من التوكل، وهو ترك الأمر كله لله تعالى مع عدم بذل أي سبب أو وسيلة، فالمفوّض لله تعالى لا يتحرك ولا يعمل، بل يسلم الأمر لله ويدعوه هو الذي يفعل.
والتفويض لا يكون إلا لله تعالى وحده، ولا يجوز للإنسان أن يفوض أمره إلى غير الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يفوض الأمر إلا إلى عالم عادل”.
أسباب تيسير الأمور
من أهم أسباب تيسير الأمور اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستغفار والتوكل عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”.
ومن أسباب تيسير الأمور كذلك الإحسان إلى الوالدين وصلة الأرحام، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلوا أرحامكم تحيوا”.
وكذلك من أسباب تيسير الأمور الصدقة وبر الوالدين، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أحب أن يُوسع عليه في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وليحسن إلى جاره”.
فضل الدعاء
الدعاء هو العبادة، وهو من أعظم أسباب تيسير الأمور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض”.
ومن فضائل الدعاء أنه يُفرّج الكروب، ويكشف الغموم، ويُزيل الهموم، ويُعين على قضاء الحوائج، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى ثلاث: إما أن يعجِّل له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
أدعية تيسير الأمور
هناك أدعية كثيرة لتيسير الأمور، منها:
“اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً”.
“اللهم يا ميسر يا ميسر يا ميسر ثلاثًا أسألك بكل اسم سميت به نفسك أن تُيسر لي أمري”.
“اللهم سهل علي أمري كما سهلته على نبيك وإبراهيم عليه السلام”.
الخاتمة
يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويدعوه ويسأله تيسير أموره، فالله سبحانه وتعالى هو القائل: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.