اللهم وفق أبنائي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مقدمة
إن الابن هو ثمرة قلب الوالدين، وهو فلذة كبدهما، وهو أمانة الله بين أيديهما، فمن واجبهما تربيته وتوجيهه وتأهيله ليكون فردًا صالحًا في المجتمع، ومن أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الوالدان لأبنائهما هو دعاء التوفيق، فاللهم وفق أبنائي.
1. التوفيق في الدراسة
وهو من أهم أسباب نجاح الأبناء في حياتهم، فاللهم وفق أبنائي في دراستهم، وسهل عليهم ما صعب عليهم، ووفقهم إلى فهم العلوم والمعارف، واجعلهم من المتفوقين الناجحين.
فالدراسة هي السبيل إلى بناء مستقبل مشرق لأبنائنا، وهي الأساس الذي ينطلقون منه لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، فاللهم وفق أبنائي في دراستهم واجعلها لهم سهلة ميسرة.
وعلى الوالدين أن يوفروا لأبنائهم البيئة المناسبة للدراسة، ويشجعوهم على الاجتهاد والمثابرة، ويساندوهم في كل خطوة يخطونها نحو النجاح.
2. التوفيق في العمل
فبعد أن يتخرج الأبناء من الدراسة، يبدأون مسيرتهم المهنية، فاللهم وفق أبنائي في عملهم، ووفقهم إلى الوظائف المناسبة لمؤهلاتهم وقدراتهم، واجعلهم من الناجحين المتميزين.
فالعمل هو مصدر رزق الأبناء، وهو الوسيلة التي يحققون بها ذواتهم ويخدمون بها مجتمعهم، فاللهم وفق أبنائي في عملهم واجعله لهم بركة وخيرًا.
وعلى الوالدين أن يوجهوا أبناءهم نحو المهن التي تناسب ميولهم وقدراتهم، وأن يدعموهم في مسيرتهم المهنية، ويشجعوهم على التطوير الدائم لأنفسهم ولقدراتهم.
3. التوفيق في الزواج
فكم من شاب وفتاة يتوقون إلى الاستقرار وتكوين أسرة صالحة، فاللهم وفق أبنائي في زواجهم، وارزقهم من الأزواج الصالحين الذين يشاركونهم الحياة ويساعدونهم على تكوين أسرة سعيدة.
فالزواج هو نصف الدين، وهو سنة الله في خلقه، فاللهم وفق أبنائي في زواجهم وبارك لهم فيه واجعله سببًا لسعادتهم وفرحهم.
وعلى الوالدين أن يرشدوا أبناءهم إلى أهمية الزواج وأهدافه السامية، وأن يحرصوا على اختيار الزوج أو الزوجة الصالحين لأبنائهم، وأن يدعو لهم بالتوفيق والسعادة في حياتهم الزوجية.
4. التوفيق في تربية الأبناء
فإن الابن هو فلذة كبد الوالدين، وهو أمانة الله بين أيديهما، فاللهم وفق أبنائي في تربية أبنائهم، واجعلهم من الآباء والأمهات الصالحين الذين يربون أبناءهم على طاعة الله وحب الوطن والعمل الصالح.
فالأبناء هم استمرار لسلالة الإنسان، وهم ثمرة جهوده وتضحياته، فاللهم وفق أبنائي في تربية أبنائهم واجعلهم لهم عونًا وذخرًا في الدنيا والآخرة.
وعلى الوالدين أن يحرصوا على تربية أبنائهم على الأخلاق الفاضلة والقيم الحميدة، وأن يغرسوا فيهم حب الله ورسوله، وأن يوجهوهم إلى طريق الخير والصلاح.
5. التوفيق في الصحة والعافية
فالصحة والعافية من أعظم نعم الله على الإنسان، فاللهم وفق أبنائي في صحتهم، واحفظهم من كل سوء ومكروه، واجعل أجسادهم وأذهانهم سليمة معافاة.
فالصحة هي أساس الحياة السعيدة، وهي الوقاية من الأمراض والأسقام، فاللهم وفق أبنائي في صحتهم واجعلهم من الأصحاء السالمين.
وعلى الوالدين أن يحرصوا على صحة أبنائهم، وأن يوفروا لهم التغذية السليمة والرعاية الصحية اللازمة، وأن يوجهوهم إلى ممارسة الرياضة والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
6. التوفيق في السفر والتنقل
فإن السفر والتنقل من الأمور التي قد يضطر إليها الإنسان في حياته، فاللهم وفق أبنائي في سفرهم وتنقلهم، واحفظهم من كل مكروه، ويسر لهم أمورهم وبلغهم مقاصدهم بسلام.
فالسفر والتنقل من الأمور التي قد تكتنفها المخاطر، فاللهم وفق أبنائي في سفرهم وتنقلهم واجعلهم من المسافرين الآمنين السالمين.
وعلى الوالدين أن يوصوا أبناءهم بتقوى الله في سفرهم وتنقلهم، وأن يأخذوا بالأسباب التي تحفظ سلامتهم وأمنهم، وأن يدعو لهم بالتوفيق والسداد في أسفارهم.
7. التوفيق في الدنيا والآخرة
فقد جاء في الحديث القدسي: “يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري إلا بمعصيتي ولن تبلغوا نفعي إلا بطاعتي”، فاللهم وفق أبنائي في الدنيا والآخرة، واجعلهم من عبادك الصالحين الذين يطيعونك ويرضونك.
فإن الدنيا فانية والآخرة باقية، فاللهم وفق أبنائي في الدنيا والآخرة واجعلهم من الفائزين في الدارين.
وعلى الوالدين أن يحرصوا على غرس الإيمان بالله ومتابعة رسوله في نفوس أبنائهم، وأن يوجهوهم إلى طريق الخير والصلاح، وأن يدعو لهم بالتوفيق في الدنيا والآخرة.
خاتمة
وفي الختام، فإن دعاء الوالدين لأبنائهم هو من أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم لأخيه المسلم، فاللهم وفق أبنائي في دراستهم وعملهم وزواجهم وتربية أبنائهم، اللهم وفق أبنائي في صحتهم وسفرهم وتنقلهم، اللهم وفق أبنائي في الدنيا والآخرة، اللهم وفق أبنائي ووفق جميع أبناء المسلمين.