بسم الله الرحمن الرحيم
الله الخالق
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياه نعبد وإياه نستعين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله تعالى هو الخالق لكل شيء، وهو البارئ المصور، الذي أحسن كل شيء خلقه، قال تعالى: “هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم”.
خلق السماوات والأرض
لقد خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، كما قال تعالى: “إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تتذكرون”، وقد خلق الله السماوات والأرض لتكون دار اختبار لعباده، قال تعالى: “وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون”.
{|}
وقد جعل الله في السماوات والأرض آيات كثيرة تدل على قدرته وعظمته، قال تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون”، ومن هذه الآيات نظام الكون الدقيق، وتنوع المخلوقات، وبديع صنع الله في كل شيء.
وقد خلق الله السماوات والأرض لتكونا مسخرات للإنسان، قال تعالى: “وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، فالله تعالى قد سخّر للإنسان النبات والحيوان والمعادن والبحار وغير ذلك.
خلق الملائكة
{|}
لقد خلق الله الملائكة من نور، وهم عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال تعالى: “الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”.
والملائكة خلق كثير، قال تعالى: “وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى”، وهم يقومون بمهام كثيرة، منها حمل العرش، وتبليغ الوحي، وحفظ العباد، قال تعالى: “لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”.
والملائكة مؤمنون بالله تعالى، قال تعالى: “والملائكة يؤمنون به”، وهم مطيعون لله تعالى، قال تعالى: “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”.
خلق الجن
لقد خلق الله الجن من نار، وهم مخلوقات عاقلة، لها إرادة واختيار، قال تعالى: “وخلق الجان من مارج من نار”، والجن خلق كثير، قال تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون”، وهم يعيشون في عالم مواز لعالم الإنس.
والجن لهم عالم خاص بهم، ولديهم مجتمعات وقبائل، قال تعالى: “وأننا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا”، ولهم قدرة على بعض الأمور التي لا يستطيعها البشر، قال تعالى: “يعلمون ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير”.
والجن يمكن أن يؤثر في الإنسان، إما بالخير أو بالشر، قال تعالى: “ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب”.
خلق الإنسان
لقد خلق الله الإنسان من تراب، ثم من سلالة من طين، قال تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين”، والله تعالى أكرم الإنسان عن سائر المخلوقات، قال تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”.
وقد نفخ الله في الإنسان من روحه، قال تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين”، والروح هي سر الحياة، وهي التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات.
والإنسان خلق لعبادة الله تعالى، قال تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وهو مسؤول عن أفعاله في الدنيا، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”.
خلق الحيوان
لقد خلق الله الحيوان من الماء، قال تعالى: “وخلق الله كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”، والحيوان خلق كثير، قال تعالى: “وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم”.
{|}
والحيوان له فوائد كثيرة للإنسان، منها الأكل والشرب والملبس والركوب والحراثة وغير ذلك، قال تعالى: “والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون”، وقد سخّر الله تعالى الحيوان للإنسان، قال تعالى: “وسخر لكم الأنعام لتحمل أثقالكم وإلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم”.
{|}
والحيوان له حقوق على الإنسان، منها الإحسان إليه وعدم إيذائه، قال تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله عليكم رقيب”، وقد حذر الله تعالى من إيذاء الحيوان، قال تعالى: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”.
خلق النبات
لقد خلق الله النبات من الأرض، قال تعالى: “والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون”، والنبات خلق كثير، قال تعالى: “وكم من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم”، والنبات له فوائد كثيرة للإنسان، منها الأكل والشرب والدواء واللباس وغير ذلك.
وقد سخّر الله تعالى النبات للإنسان، قال تعالى: “وهو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون”، وقد حذر الله تعالى من إتلاف النبات، قال تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله عليكم رقيب”.
{|}
والنبات له حقوق على الإنسان، منها عدم قطعه وإتلافه، قال تعالى: “ولا تقطعن شجرة إلا وأنتم معرضون”، وقد أمر الله تعالى الإنسان بزراعة النبات، قال تعالى: “وازرعوا في الأرض إن كنتم مومنين”.
خلق المعادن
لقد خلق الله المعادن من الأرض، قال تعالى: “وهو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون”، والمعادن خلق كثير، قال تعالى: “وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.
والمعادن لها فوائد كثيرة للإنسان، منها صنع الآلات والأدوات والأسلحة والحلى وغير ذلك، وقد سخّر الله تعالى المعادن للإنسان، قال تعالى: “وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيها ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون”.
والمعادن لها حقوق على الإنسان، منها عدم إتلافها وتلويثها، قال تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام