الله لا يبين غلاك
مقدمة
إن الله تعالى لا يمكن وصفه أو تقديره، ولا يمكن حصر صفاته أو معرفتها على نحو كامل، فهو سبحانه وتعالى أعظم من أن يحيط به فهم المخلوقين. ومع ذلك، فقد أعطانا الله تعالى بعض الإشارات والآيات التي تساعدنا على فهم جلاله وعظمته.
الاسم “الله”
الاسم “الله” هو الاسم الأعظم لله تعالى، وهو اسم خاص به وحده لا يشاركه فيه أحد. ومعنى هذا الاسم هو المستحق للعبادة وحده، وهو يدل على عظمته وقدرته وعلوه على كل شيء.
وقد ورد الاسم “الله” في القرآن الكريم أكثر من ألفين وخمسمائة مرة، وهو دليل على عظمة الله تعالى ووجوب الإيمان به وحده.
وإذا قال المسلم “الله”، فإنما يقول ذلك للإقرار بالوحدانية والإيمان بالله وحده لا شريك له، ولتوحيد القلوب على عبادته وحده.
الصفات العلى
للله تعالى صفات كثيرة، منها العلم والقدرة والحياة، وهو تعالى متصف بها على أكمل وجه وأتم صفة. فالله تعالى عالم بكل شيء، قادر على كل شيء، حي لا يموت.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض صفاته الجليلة، ومنها: السميع، البصير، العليم، الحكيم، القدير، القوي، الغني، المجيد.
وإذا تأمل المسلم في صفات الله تعالى، فإنما يتأمل فيها ليعرف عظمة الله وجلاله، وليزيد إيمانه ويقينه بربه.
الأفعال الحسنة لله تعالى
فعل الله تعالى كل ما فيه خير لعباده، وخلقهم ورزقهم وهداهم، وهو الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، ولم يخلق هذا كله عبثًا، بل خلقه لغاية عظيمة.
وإذا تأمل المسلم في أفعال الله تعالى، فإنما يتأمل فيها ليعلم أن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه لا يفعل شيئًا عبثًا أو باطلًا.
وأن يوقن أن الله تعالى لا يفعل شيئًا إلا لحكمة عظيمة يعلمها هو، ونحن مكلفون بالعبادة والطاعة والإيمان بكل ما قدره الله تعالى.
الولاية والمحبة لله تعالى
ال ولاية والمحبة لله تعالى من أعظم مقامات الإيمان، وهي أن يحب المسلم الله تعالى أكثر من أي شيء آخر في الدنيا.
ومن ثمرات الولاية والمحبة لله تعالى، أن يكون المسلم لله تعالى خاشعًا، متذللًا، محبًا لأوليائه، متبعًا لرسله.
وإذا أحب المسلم الله تعالى، فإنما يحبه لحسن صفاته وعظيم أفعاله وتجلي أسمائه الحسنى، ولأن الله تعالى يحب عباده ويحسن إليهم.
التوحيد والاستعانة بالله تعالى
التوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة والتوكل، وهو أساس الدين الإسلامي. والمسلم الموحد هو الذي لا يشرك بالله شيئًا، ولا يستعين بغيره، ولا يتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى.
وإذا وحد المسلم الله تعالى، فإنما يوحد الله رغبة في مرضاته، وفوزًا برحمته، ونجاة من عذابه، ويستعين بالله تعالى وحده لأنه هو القادر على كل شيء، وهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وإذا استعان المسلم بالله تعالى، فإنما يستعين به لأنه هو الموفق والمعين، وهو الذي لا يخذل من استعان به، ولا يخيب من توكل عليه.
الدعاء والإخلاص لله تعالى
الدعاء هو طلب المسلم من الله تعالى أن يفعل له ما فيه الخير والصلاح. والمسلم يدعو الله تعالى وحده، ولا يدعو غيره، لأن الله تعالى هو وحده القادر على إجابة الدعاء.
وإذا دعا المسلم الله تعالى، فإنما يدعوه لحاجته وضعفه وعجزه، ولأن الله تعالى هو الغني القادر على إجابة الدعاء.
وإذا أخلص المسلم لله تعالى في دعائه، فإنما يخلص له رغبة في مرضاته، وفوزًا برحمته، ونجاة من عذابه، لأن الله تعالى لا يحب أن يشرك به أحد في دعائه.
الوفاء لله تعالى
الوفاء لله تعالى هو أن يوفي المسلم بما أمره به الله تعالى، وأن يجتنب ما نهاه عنه الله تعالى. والوفاء لله تعالى من أعظم مقامات الإيمان، وهو دليل على صدق العبودية.
وإذا وفى المسلم لله تعالى، فإنما يفي له رغبة في مرضاته، وفوزًا برحمته، ونجاة من عذابه، لأن الله تعالى يحب من وفى له.
وإذا وفى المسلم لله تعالى في عهده وميثاقه، فإنما يفعل ذلك لأنه يعلم أن الله تعالى هو الرقيب على عباده، وهو الحفيظ الذي لا يخفى عليه شيء.
خاتمة
إن الله تعالى لا يمكن وصفه أو تقديره، ومع ذلك فقد أعطانا بعض الإشارات والآيات التي تساعدنا على فهم جلاله وعظمته. وإن معرفة الله تعالى من أهم العلوم، لأنها أساس الدين الإسلامي، وهي سبب السعادة والفوز في الدنيا والآخرة.