الله يبارك فيك يارب ويسعدك
اللهم لك الحمد يا رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الحمد لله تعالى الذي خلقنا ورزقنا وهدانا إلى الإسلام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلق الله وأحب خلقه إليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الإسلام، إذ أنعم علينا بهذه العقيدة السمحاء التي تدعونا إلى كل خير وترشدنا إلى الصراط المستقيم، كما أنعم علينا بنعم لا تحصى ولا تعد، منها نعمة الصحة والعافية، ونعمة الأمن والأمان
ومن أسباب سعادة الإنسان وتوفيقه في حياته الإكثار من الدعاء إلى الله تعالى، فالدعاء هو العبادة، وهو سلاح المؤمن، وهو سبب لنزول الرحمات والبركات من الله تعالى.
أسباب البركة والسعادة
1. تقوى الله تعالى
إن تقوى الله تعالى هي أساس السعادة والبركة في الحياة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [سورة الطلاق: 2-3].
والتقوى تكون باتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: 102].
ومن صور تقوى الله: أداء العبادات المفروضة، كالصلوات الخمس، والصيام، والزكاة، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، بالإضافة إلى أداء العبادات النوافل، كالصدقات، وصلة الأرحام، وقراءة القرآن الكريم، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
2. الإكثار من الدعاء
إن الدعاء من أهم أسباب البركة والسعادة في الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [سنن الترمذي].
ويمكن للإنسان أن يدعو الله تعالى بما شاء من الأمور الدنيوية والأخروية، فالله تعالى كريم جواد يحب أن يرزق عباده ويمن عليهم بنعمه.
ومن الأدعية المأثورة التي يمكن للمرء أن يدعو بها: “اللهم ارزقنا رزقا حلالا طيبا يكفينا ويغنينا عن سؤال الناس” [رواه الترمذي].
3. حسن الظن بالله تعالى
إن حسن الظن بالله تعالى من أهم أسباب السعادة والتوفيق في الحياة، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [سورة الطلاق: 3].
فالله تعالى هو الرزاق الكريم الذي يرزق عباده من حيث لا يحتسبون، وهو القادر على كل شيء، وهو القريب المجيب.
ومن صور حسن الظن بالله تعالى: اليقين بأن الله تعالى لن يضيع عبده، وأن الله تعالى سيوفقه في الدنيا والآخرة.
4. القناعة بما رزق الله تعالى
إن القناعة بما رزق الله تعالى من أهم أسباب السعادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القناعة كنز لا ينفد” [رواه الحاكم].
والمقصود بالقناعة هو الرضا بما قسمه الله تعالى للإنسان من رزق وحظ في هذه الدنيا، وعدم الحسد أو الضيق بما عند الآخرين.
ومن صور القناعة: أن يرضى الإنسان بما كتبه الله تعالى له من أموال وأولاد ووظيفة، وأن لا يتمنى ما عند الآخرين.
5. شكر الله تعالى على نعمه
إن شكر الله تعالى على نعمه من أهم أسباب استمرارها، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [سورة إبراهيم: 7].
ويمكن للإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه بعبادته وحده لا شريك له، وأداء العبادات المفروضة والسنن، بالإضافة إلى شكر الله تعالى على النعم الظاهرة والباطنة.
ومن صور شكر الله تعالى: أن يقول الإنسان “الحمد لله” عند كل نعمة يرزقه إياها، وأن لا يستخدم نعم الله تعالى في معاصيه.
6. صلة الرحم
إن صلة الرحم من أهم أسباب البركة والسعادة في الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” [رواه البخاري].
والمقصود بصلة الرحم هو الإحسان إلى الأقارب وصلة الأرحام، وذلك بالزيارة والهدايا والمساعدة المالية والمعنوية.
ومن صور صلة الرحم: أن يزور الإنسان أقاربه، وأن يهدي لهم الهدايا، وأن يساعدهم في أمورهم، وأن يسأل عن أحوالهم.
7. الصدقات
إن الصدقات من أهم أسباب البركة والسعادة في الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” [رواه الترمذي].
ويمكن للإنسان أن يتصدق بما شاء من ماله أو ماله، فالله تعالى يحب المتصدقين. ومن صور الصدقات: أن يتصدق الإنسان بالمال، وأن يتصدق بالطعام، وأن يتصدق بالملابس، وأن يتصدق بالدم.
نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في أعمارنا وأرزاقنا وأولادنا وأموالنا، وأن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.