الله يحفظك من صواديف الأيام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا لنبتلى فيها، ونمتحن حتى تتبين أعمالنا، فمن عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
وقد جعل الله لنا في هذه الحياة الكثير من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ومن هذه النعم نعمة الصحة والعافية، ونعمة الأمن والأمان، ونعمة الستر والعافية، فاللهم لك الحمد والشكر على هذه النعم.
ولكن مع هذه النعم هناك أيضًا الكثير من التحديات والصعوبات التي نواجهها في حياتنا، ومن هذه التحديات صواديف الأيام، وهي تلك الأمور التي تحدث لنا دون أن نتوقعها، والتي قد تكون سببًا في حزننا أو ألمنا.
ولكن يجب أن نعلم أن صواديف الأيام هي جزء من الحياة، ولا يمكننا أن نتجنبها تمامًا، ولكن يمكننا أن نستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، وأن نلجأ إليه بالدعاء، وأن نتحصن بالأذكار والأوراد.
ويجب أن نؤمن بأن الله تعالى هو وحده القادر على أن يحفظنا من صواديف الأيام، وأن يبعد عنا كل مكروه، وأن يرزقنا الخير والبركة في حياتنا.
كيف نحفظ أنفسنا من صواديف الأيام
هناك الكثير من الأمور التي يمكننا أن نفعلها لحفظ أنفسنا من صواديف الأيام، ومن هذه الأمور:
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
فالشيطان الرجيم هو عدونا اللدود، وهو الذي يسعى إلى إفساد حياتنا وإلحاق الأذى بنا، لذلك يجب أن نستعيذ بالله تعالى منه في كل وقت وحين.
قال تعالى: “وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم”، وقال تعالى: “وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم”.
الدعاء إلى الله تعالى
فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو الذي ينجينا من كل مكروه، ويقربنا من الله تعالى، لذلك يجب أن ندعو الله تعالى دائمًا وأبدًا، وأن نطلب منه أن يحفظنا من صواديف الأيام.
قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”، وقال تعالى: “فإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
الذكر والأوراد
فالذكر والأوراد تحفظنا من كل مكروه، وتقربنا من الله تعالى، وتنور قلوبنا، لذلك يجب أن نكثر من ذكر الله تعالى، وأن نلتزم بالأوراد والأذكار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً”.
الإحسان إلى الآخرين
فالإحسان إلى الآخرين سبب في دفع البلاء عن النفس، وجلب الخير والبركة في الحياة، لذلك يجب أن نكثر من الإحسان إلى الآخرين، وأن ننفق من أموالنا في سبيل الله تعالى.
قال تعالى: “إن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، وقال تعالى: “ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”.
التوكل على الله تعالى
فالتوكل على الله تعالى من أهم أسباب حفظ النفس من صواديف الأيام، فإذا توكلنا على الله تعالى وثقنا به، فإن الله تعالى سيكفينا كل أمر، وسيحفظنا من كل مكروه.
قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”، وقال تعالى: “فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.
الصبر على البلاء
إذا ابتلينا بشيء من صواديف الأيام، فعلينا أن نصبر ونحتسب، وأن نتوكل على الله تعالى، ونسأله أن يفرج عنا كربنا وهمنا.
قال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”، وقال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.
الرضا بقضاء الله تعالى
إذا ابتلينا بشيء من صواديف الأيام، فعلينا أن نرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأن نؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.
قال تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”، وقال تعالى: “فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا”.
حكم صواديف الأيام
إن صواديف الأيام هي ابتلاء من الله تعالى، وقد تكون هذه الابتلاءات بلاءً لنا أو نعمة، فإذا صبرنا على البلاء واحتسبنا الأجر عند الله تعالى، فإنها تكون نعمة لنا، وإذا جزعنا وتسخطنا، فإنها تكون بلاءً علينا.
قال تعالى: “عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون”، وقال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
فوائد صواديف الأيام
لصواديف الأيام العديد من الفوائد التي قد لا نشعر بها في الوقت الحاضر، ولكننا ندركها فيما بعد، ومن هذه الفوائد:
تكفير الذنوب
فإذا ابتلينا بشيء من صواديف الأيام، ورضينا بقضاء الله تعالى وقدره، واحتسبنا الأجر عنده تعالى، فإنها تكون سببًا في تكفير ذنوبنا.
قال تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”، وقال تعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
رفع الدرجات
فإذا ابتلينا بشيء من صواديف الأيام، ورضينا بقضاء الله تعالى وقدره، واحتسبنا الأجر عنده تعالى، فإنها تكون سببًا في رفع درجاتنا عند الله تعالى.
قال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، وقال تعالى: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
تقوية الإيمان
فإذا ابتلينا بشيء من صواديف الأيام، وتذكرنا عظمة الله تعالى، وضعفنا أمام قدرته، فإنها تكون سببًا في تقوية إيماننا بالله تعالى.
قال تعالى: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم”، وقال تعالى: “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.
كيف نتعامل مع صواديف الأيام
عندما نتعرض لصواديف الأيام، علينا أن نتعامل معها بحكمة وعقلانية، وأن نتبع الخطوات التالية:
التحلي بالصبر
فهو أول خطوة في التعامل مع صواديف الأيام