الله يرحمك يا ابي
فقدان الأب هو ألم لا يضاهى، وجع يعتصر القلب ويدميه، فالأب هو السند والعزوة، هو الحامي والموجه، هو من يزرع فينا القيم والمبادئ، وينير لنا الطريق نحو النجاح والسعادة.
نظرة عامة على المقال
هذا المقال هو بمثابة تأبين لأبي الغالي، رحمه الله، محاولة متواضعة لرد بعض الجميل الذي أسداه لي طوال حياتي، وفاء لذكراه العطرة التي ستبقى محفورة في قلبي إلى الأبد.
سنستعرض في هذا المقال بعض مناقب أبي الكريم، صفاته الحميدة، ومواقفه النبيلة، وسنسلط الضوء على الدور العظيم الذي لعبه في حياتي وحياة أسرتي، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لنا.
نشأته وحياته المبكرة
ولد أبي في أسرة متواضعة، لكنه تميز منذ صغره بعزيمته وقوة إرادته، فكان مثالا للطموح والاجتهاد. درس بجد وتفوق في دراسته، وحصل على أعلى الدرجات العلمية.
بدأ أبي حياته العملية في وظيفة بسيطة، لكنه سرعان ما ترقى في المناصب بفضل كفاءته وخبرته، حتى أصبح أحد أهم القيادات في مجال عمله، وكان معروفًا عنه نزاهته وإخلاصه وتفانيه في أداء واجباته.
لم يقتصر اهتمام أبي على الجانب المهني فحسب، بل كان أيضًا رجلًا اجتماعيًا، نشيطًا في المجتمع، يشارك في العديد من الفعاليات الخيرية والاجتماعية، وكان محبوبا من الجميع بفضل أخلاقه الرفيعة وروحه الطيبة.
صفاته الحميدة
كان أبي يتمتع بالعديد من الصفات الحميدة، من أهمها:
- الحنان والعطف: كان أبي رجلاً حنونًا وعطوفًا، يحب أسرته وأصدقائه ويحرص على سعادتهم وراحتهم.
- الكرم والجود: كان أبي كريمًا جوادًا، لا يبخل على الفقراء والمحتاجين، وكان دائمًا يمد يد العون لمن يحتاجها.
- الشجاعة والإقدام: كان أبي رجلاً شجاعًا، لا يخشى قول الحق والدفاع عن المظلومين، وكان دائمًا يقف في وجه الظلم والفساد.
- التواضع والبساطة: كان أبي رجلاً متواضعًا وبسيطًا، لا يحب التكلف أو المظاهر الزائفة، وكان دائمًا يعامل الناس باحترام وتقدير.
- الحكمة والرزانة: كان أبي رجلاً حكيمًا ورزينًا، يتخذ قراراته بعقلانية وهدوء، وكان دائمًا يقدم النصيحة السديدة لمن يطلبها.
مواقفه النبيلة
خلال حياته، واجه أبي العديد من المواقف النبيلة التي تدل على شهامته وكرم أخلاقه، من أهمها:
- دفاعه عن المظلومين: وقف أبي دائمًا في وجه الظلم والفساد، ودافع عن حقوق المظلومين والمضطهدين، وكان صوتهم المدوي في مواجهة الظالمين.
- مساندته للفقراء والمحتاجين: كان أبي كريمًا جوادًا، لا يبخل على الفقراء والمحتاجين، وكان دائمًا يمد يد العون لمن يحتاجها، وكان ينفق الكثير من ماله في سبيل مساعدة الآخرين.
- صلحه للذات: كان أبي يسعى دائمًا إلى الصلح بين الناس، ورأب الصدع بين المتخاصمين، وكان دائمًا يقدم النصيحة الصادقة والحكيمة لحل الخلافات والمنازعات.
دوره العظيم في حياتي
لعب أبي دورًا عظيمًا في حياتي، كان ولا يزال نبراسًا يضيء طريقي، وملاذًا آمنًا ألوذ إليه في وقت الشدائد، ومعلمًا حكيمًا أستقي منه دروس الحياة.
كان أبي هو من علمني معنى الرجولة والمسؤولية، وغرس في نفسي حب العلم والعمل والإخلاص، وكان دائمًا يقف بجانبي ويشجعني على تحقيق أحلامي، وكان فخورًا بي وبإنجازاتي.
لن أنسى أبدًا لحظات طفولتي التي قضيتها مع أبي، وهي لحظات لن تعوض، كان يحملني على كتفيه ويضحكني ويغني لي، وكان يصنع لي الألعاب من الخشب ويقضي معي ساعات طويلة يلعب معي ويرعاني.
دوره العظيم في حياة أسرتي
لم يقتصر دور أبي العظيم على حياتي فحسب، بل امتد ليشمل جميع أفراد أسرتي وأقاربي.
كان أبي هو الحامي والسند لأمه وأخواته، وكان دائمًا يحرص على رعايتهم ومساعدتهم، وكان بمثابة الأب والأخ والعم والصديق لهم.
كان أبي أيضًا بمثابة الجد الحنون لأحفاد