الله يغنيكم ويكثر خيركم
إن الغنى الحقيقي ليس في كثرة المال أو الممتلكات، بل هو غنى النفس والقلب والروح، فمن أغناه الله تعالى فهو الغني حقًا، ومن أعانه على طاعته فهو الموفق السعيد. وفي هذا المقال، سنستعرض معًا بعضًا من أسباب الغنى وكيفية زيادته.
1. الإيمان بالله تعالى
يعد الإيمان بالله تعالى من أهم أسباب الغنى، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. فمن اتقى الله تعالى وأطاع أوامره واجتنب نواهيه، فإن الله تعالى يفتح له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب.
قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96]. فالبركة في الرزق من أهم ثمرات الإيمان والتقوى، فمن صدق بالله تعالى وتوكل عليه، فإن الله تعالى يكفيه همه ويغنيه.
2. الصدقة
تعد الصدقة من أعظم أسباب زيادة الرزق، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39]. فمن تصدق لله تعالى، فإن الله تعالى يخلف عليه في ماله ويرزقه من حيث لا يحتسب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة” [رواه مسلم]. فالصدقة لا تنقص من المال بل تزيده، فمن أعطى لله تعالى، فإن الله تعالى يعطيه أضعاف ما أعطى.
3. العمل الصالح
إن العمل الصالح من أهم أسباب الغنى وزيادة الرزق، قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: 10]. فالصدقة والعمل الصالح هما من أفضل أسباب زيادة الرزق ودفع الفقر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سعى على عياله فهو في سبيل الله” [رواه الترمذي]. فالعمل الصالح والسعي على الأهل والأولاد من أفضل الأعمال وأعظم أسباب الرزق.
4. الرضا والقناعة
إن الرضا والقناعة من أهم أسباب الغنى والسعادة، قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: 5-6]. فمن رضي وقنع بما قسمه الله تعالى له، فإن الله تعالى يبارك له في رزقه ويغنيه من فضله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القناعة كنز لا يفنى” [رواه الترمذي]. فالغنى الحقيقي هو غنى النفس والقناعة بما قسمه الله تعالى، فمن قنع بما قسمه الله تعالى، فإن الله تعالى يغنيه من فضله ويكفيه همه.
5. الدعاء إلى الله تعالى
إن الدعاء إلى الله تعالى من أفضل أسباب زيادة الرزق، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]. فمن دعا الله تعالى وحده لا شريك له وصدق في دعائه، فإن الله تعالى يستجيب له وينعم عليه من فضله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العبد إذا دعا ربه، رفع يديه إلى السماء يقول: يا رب يا رب، ووجهه إلى السماء، أنى يستحي ربك أن يرد يديك خائبتين” [رواه الترمذي]. فنسأل الله تعالى أن يغنينا من فضله ويكثر خيرنا.
6. الأسباب المادية
إلى جانب الأسباب المعنوية، هناك بعض الأسباب المادية التي يمكن أن تساعد على زيادة الرزق، ومنها:
العمل الجاد والإتقان فيه.
التخطيط السليم وإدارة الأموال بحكمة.
الاستثمار الحكيم والمضمون.
إن العمل الجاد والإتقان فيه من أهم أسباب زيادة الرزق، قال تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]. فمن اجتهد في عمله وأتقنه، فإن الله تعالى يبارك له في رزقه ويزيده من فضله.
7. المحافظة على النعم
إن الحفاظ على النعم من أهم أسباب زيادتها، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7]. فمن شكر الله تعالى على نعمه وحافظ عليها، فإن الله تعالى يزيده منها ويبعد عنه الفقر والفاقة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله جواد يحب الجود، فمن كان جوادًا أفضل الله عليه، وإن كان بخيلاً بخل عليه” [رواه أحمد]. فالله تعالى يحب الكريم الجواد الذي يحسن إلى نفسه وإلى غيره، فمن كان جوادًا كريمًا، فإن الله تعالى يغنيه من فضله ويزيد في رزقه.
إن الغنى الحقيقي هو غنى النفس والقناعة بما قسمه الله تعالى، فمن أغناه الله تعالى فهو الغني حقًا، ومن أعانه على طاعته فهو الموفق السعيد. ولزيادة الرزق، علينا بالإيمان بالله تعالى والعمل الصالح والصدقة والدعاء إلى الله وحده لا شريك له والحفاظ على النعم. نسأل الله تعالى أن يغنينا من فضله ويكثر خيرنا ويجعلنا من عباد الرحمن الذين كتب لهم السعادة والغنى.