الله يغنيك ويكثر خيرك
مقدمة
إن الله تعالى هو الغني عن العالمين، وهو المتكفل برزق عباده، والمغني لهم عن سؤال الناس، وكما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وما أنت بمسمع من في القبور إنك إلا نذير﴾ فاطر:22، ولهذا فإن على العبد أن يتوكل على الله تعالى ويرض بما قسمه له، ويثق بفضل الله ورزقه.
فضل الله تعالى على عباده
وقد فضل الله تعالى عباده بنعم لا تحصى، منها نعمة الإيمان، ونعمة الإسلام، ونعمة الصحة والعافية، ونعمة الرزق الوفير، ومن السنة النبوية دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يقول: “اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبادك الصالحون”.
الثقة في الله تعالى
{|}
وإن من أهم أسباب الغنى والثراء هو الثقة في الله تعالى، واليقين التام بأن الله تعالى هو الرزاق، وأنه هو الذي بيده خزائن السموات والأرض، ولا حول ولا قوة إلا به، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من اتقى الله تعالى وقنع بما قسم الله له، أغناه الله تعالى وأرضاه، ومن لم يتق الله تعالى ولم يرض بما قسم له، لم يغنه الله تعالى وأسخطه”.
التوكل على الله تعالى
والتوكل على الله تعالى هو السبيل إلى الغنى والثراء، وذلك بالاعتماد على الله تعالى في كل أمور الحياة، واليقين التام بأن الله تعالى هو الكفيل بتدبير أمور العباد، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾ المائدة:23.
رضا العبد بما قسمه الله تعالى له
وإن من أسباب الغنى والثراء هو رضا العبد بما قسمه الله تعالى له، واليقين التام بأن الله تعالى قد قسم الأرزاق بين العباد، وأنه لا ينقص من رزق أحد، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ النجم:39.
مخاطر الحرص
وإن الحرص على جمع الأموال والدنيا من أسباب الفقر والعوز، وذلك لأن الحرص يجعل الإنسان لا يرضى بما قسمه الله تعالى له، ويسعى بكل السبل إلى جمع الأموال، حتى وإن كانت بالطرق غير المشروعة، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن﴾ النساء:32.
البركة في القليل
{|}
وإن الله تعالى يبارك للعباد في القليل من الرزق، وذلك إذا كان العبد قانعًا بما قسمه الله تعالى له، راضيًا بما آتاه الله تعالى، قال تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾ الطلاق:2-3.
ختام
وختامًا، فإن الغنى والثراء الحقيقي هو غنى النفس والقلب، وذلك بأن يرضى العبد بما قسمه الله تعالى له، ويعتمد عليه في كل أمور حياته، وليس غنى المال والدنيا، فإن المال والدنيا زائلان، أما غنى النفس والقلب فهو باقٍ لا يزول.