الله يوفقك ويكتب لك الخير بكل خطوة تخطيها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مقدمة
إن التوفيق من الله عز وجل هو من أكبر النعم التي يمكن أن ينعم بها على عباده، فهو الذي يقود إلى النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على طلب التوفيق منه في جميع أمورنا، فقال سبحانه: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ”، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنا عبد من عباد الله أحكم بما حكم الله عليَّ”.
أسباب التوفيق من الله
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التوفيق من الله عز وجل، منها:
التقوى:
- التقوى هي الخوف من الله والعمل بما أمر وترك ما نهى عنه.
- وهي أساس التوفيق لأنها تدفع العبد إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات.
- قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّتْهُمْ طَائِفَةٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ”.
{|}
الإخلاص:
- الإخلاص هو أن ينوي العبد بعمله وجه الله تعالى فقط.
- وهو من أهم أسباب التوفيق لأن العمل المخلص لا يضيع.
- قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء”.
الصبر:
- الصبر هو تحمل المشقات في سبيل تحقيق الهدف.
- وهو من أسباب التوفيق لأن الله تعالى يحب الصابرين.
- قال تعالى: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ”.
الاجتهاد:
- الاجتهاد هو بذل الجهد لتحقيق الهدف.
- وهو من أسباب التوفيق لأن الله تعالى لا يضيع أجر من اجتهد.
- قال تعالى: “وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”.
الدعاء:
- الدعاء هو طلب العبد من الله تعالى.
- وهو من أسباب التوفيق لأن الله تعالى يستجيب لدعاء عباده.
- قال تعالى: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
آثار التوفيق من الله
{|}
للتوفيق من الله عز وجل العديد من الآثار الإيجابية على حياة العبد، منها:
السعادة والراحة النفسية:
- الموفق من الله تعالى يشعر بالسعادة والراحة النفسية لأنه يحقق أهدافه وينال رضا الله.
- قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
النجاح في الدنيا والآخرة:
- الموفق من الله تعالى ينجح في الدنيا والآخرة لأن الله ييسر له أموره ويوفقه في كل خطواته.
- قال تعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
{|}
حصول العبد على محبة الله ورضاه:
{|}
- الموفق من الله تعالى يحظى بمحبة الله ورضاه لأن الله يحب الصابرين والصابرات.
- قال تعالى: “حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّي مَنْ نُرِيدُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ”.
كيف نطلب التوفيق من الله تعالى
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للعبد أن يتضرع بها إلى الله تعالى طلبًا للتوفيق، منها:
الدعاء بنية صالحة:
- يجب أن يكون العبد نقي القلب وصادقًا في دعائه.
- فقال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”.
التضرع إلى الله تعالى:
- يجب على العبد أن يتضرع إلى الله تعالى ويتذلل في دعائه.
- فقال تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ”.
{|}
الشكر لله تعالى:
- يجب على العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه وفضله.
- فقال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”.
خاتمة
وفي الختام، فإن التوفيق من الله عز وجل هو من أكبر النعم التي يمكن أن ينعم بها على عباده، وهو طريق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا في كل خطوة نخطوها، وأن ييسر لنا أمورنا، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الموفقين.