المؤمن أمره كله خير إنَّه سميع بصير
الحمد لله المقتدر على كل شيء، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مقدمة
يعتبر المؤمن من خصال الخير والتقوى التي حثنا عليها الإسلام، وبين لنا آدابه وأحكامه، وسنعرض في هذا المقال إلى الحديث عن صفات المؤمن الحقيقية، وما النفع المترتب على صفات المؤمن في حياته.
صدق المؤمن مع نفسه أولًا
يتسم المؤمن بصدق أحواله، سواء كان ذلك في أفعاله أو أقواله
يكون المؤمن صادقًا مع نفسه وتكون أفعاله نابعة من ذاته
وبذلك يصبح المؤمن صريحًا ومنسجمًا مع الآخرين، مما يكسبهم ثقته وأمانتهم
نظر المؤمن إلى القضاء بقلب مؤمن
يعلم المؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه
يقبل المؤمن بكل ما يصيبه من خير أو ضير، وقناعته أن الله لا يريد به إلا الخير
يؤمن المؤمن بأن القضاء خيره، فيرضى به فلا يجزع ولا يسخط
شكر المؤمن على النعم
يكثر المؤمن من شكر الله -تعالى-، على نعم الله الظاهرة منها والخفية
ولا يقتصر المؤمن على الشكر اللفظي، بل يترجم ذلك في أفعاله وسلوكياته
يؤدي المؤمن إلى شكر النعم الحفاظ عليها، وعدم إضاعتها، والإحسان إلى الغير بها
صبر المؤمن على البلاء
الصبر هو من أعظم خصال المؤمنين، وهو وسام على صدورهم
يصبر المؤمن على كل ما يصيبه، ويعلم أن الصبر مفتاح الفرج
ولا يقتصر صبر المؤمن على الصبر على الشدائد والابتلاءات، بل يصبر على طاعة الله -تعالى-، وعلى مخالفة الهوى والشهوات
رضا المؤمن بالقضاء
يعلم المؤمن أن رضا الله -تعالى- في رضاه بالقضاء
راضٍ المؤمن بقضاء الله -تعالى- خيره وشره، وذلك يقينه بأن الله -تعالى- لا يريد به إلا الخير
ولا يقتصر رضا المؤمن بالقضاء على الرضا في الظاهر فقط، بل يرضى به في الباطن
توكّل المؤمن على الله -تعالى-
يضع المؤمن ثقته الكاملة بالله -تعالى- فهو من حفظه ورعايته
يتوكل المؤمن على الله -تعالى- في كل شؤونه، صغيرها وكبيرها
وينتج عن توكل المؤمن: قوته في مواجهة الشدائد، واطمئنانه في الأمور، وحسن ظنه بالله -تعالى-
طلب المؤمن الخير للجميع
يتمني المؤمن الخير للجميع، فيدعو لهم بالخير، ويحرص على مصالحهم
ويشمل خير المؤمن: الخير في الدنيا، والخير في الآخرة
فالمؤمن لا يتمنى الخير لنفسه فقط، بل يتمنى الخير لجميع الناس
خاتمة
وفي ختام هذا المقام، نؤكد على أن المؤمن أمره كله خير، وذلك لأنه متصل بالله -تعالى- في جميع أحواله
فالمؤمن قد جعل الله -تعالى- نصب عينيه في كل أموره، فلا يحيد عن شرعه أبدًا، نسأل الله -تعالى- أن يرزقنا حسن الاتباع، وأن نكون من عباده المتقين والمؤمنين، وأن يجعل أمرنا كله خيرًا
والحمد لله رب العالمين