أمي وأبي رحمكم الله
والديّ العزيزان اللذان أفنيا عمرهما في سبيل راحتي وسعادتي، رزقني الله إياهما ليكونوا لي نورًا ونبراسًا في هذه الحياة، فهما أجمل ما في حياتي وأغلى ما أملك، فبرهما على رأس قائمة أولوياتي، فلهما عندي فضل كبير، ولا أستطيع رد جمليهما مهما فعلت.
عطاء لا ينضب
أمّي الحبيبة، التي حملتني في أحشائها تسعة أشهر، وتحمّلت من أجل راحتي الكثير من التعب والألم، كم ليلة سهرتها على راحتي، وكم مرة ضحت بنومها من أجلي، فكانت نعم الأم، وحقًا كما قالوا الجنة تحت أقدام الأمهات.
أما أبي، ذلك السند والعضد الذي لا يكل ولا يمل، والذي كان، ولا يزال، يوفر لي حياة كريمة، فكم مرة عمل ليلًا ونهارًا من أجل راحتي، وكم مرّة ضحى بماله من أجلي، فكان نعم الأب، وحقًا من قالوا وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وأنا من جانبي أقول وراء كل أب ناجح ابن بار.
ولم يكن عطاء والديّ المادي والمعنوي ليحصره مقال، فهم من أفنوا أعمارهم لأجلي، وكان كل ما يشغلهم هو راحتي وسعادتي، دون النظر إلى أي مقابل.
مدرسة أخلاق وقيم
لم يقتصر دور والديّ على توفير الراحة المادية لي، بل كانا أيضًا مدرسة أخلاق وقيم، فهما من علّماني معنى الصدق والأمانة، وأهمية بر الوالدين وصلة الرحم، وحب الوطن والدفاع عنه، كما علّماني ضرورة الاجتهاد والمثابرة، وأن النجاح لا يأتي إلا بالتعب والجهد.
كما حثاني والديّ على أهمية التعلم، وأن العلم هو السلاح الوحيد الذي لا يُهزم، وأن الأمم لا ترتقي إلا بالعلم والمعرفة، فشجعاني على التفوق والنجاح، وكانا دائمًا إلى جانبي يدعمانني في كل خطوة.
حقًا، لقد كان والديّ لي بمثابة المدرسة الأولى التي تلقيت فيها دروس الحياة، وتعلمت فيها معنى الأخلاق والقيم، فغرسا فيّ حب الخير ومساعدة الآخرين، وأهمية العطاء والإيثار.
القدوة الحسنة
لم يكونا والديّ مجرد والدين بالنسبة لي، بل كانا أيضًا قدوة حسنة، أتطلع دائمًا إلى أن أكون مثلهما، فأبي نموذج للرجل العصامي، الذي بدأ حياته من الصفر، ووصل إلى أعلى المناصب بفضل اجتهاده ومثابرته، وأمي نموذج للمرأة الصابرة، الحنونة، التي وقفت إلى جانب أبي في أحلك الظروف.
لقد علّماني معنى الصبر والمثابرة، وأن النجاح لا يأتي إلا لمن يصبر ويثابر، كما علّماني أهمية التواضع وحب الخير، وأن الإنسان لا يجب أن ينسى مهما وصل إلى منصب مرموق أنه من تراب وإلى تراب سيرجع.
حقًا، إن والديّ هما قدوتي في الحياة، وأتمنى أن أكون خير خلف لخير سلف، وأن أرد لهما ولو جزء بسيط مما قدّماه لي.
الحب والحنان
أمي وأبي، أنتما نبع الحنان والحب في قلبي، فلم أشعر يومًا بالوحدة أو الخوف بوجودكما، فكنتما السند والعضد في كل خطوة، وكانت نظراتكما الحنونة هي الدافع لي للمضي قدمًا وتحقيق أحلامي.
كم مرة ضممتماني إلى صدريكما ومسحتما على رأسي، حين كنت حزينًا أو متعبًا، فكنت أشعر بالراحة والأمان، وكانت كلماتكما الطيبة هي البلسم الذي يداوي جراحي.
إن حبكما لي هو أغلى ما أملك، وهو الدافع لي لأن أصبح شخصًا أفضل، وأن أكون خير ابنكما، وأرد لكم ولو جزء بسيط مما قدمتماه لي.
بر الوالدين
أمي وأبي، لقد أوصانا الله تعالى بالإحسان إليكما وبركما، وأنا أسأل الله أن يوفقني لبركما، وأن يرضى عني، وأن يجعلني خير سند وعضد لكما في شيخوختكما.
إن بر الوالدين هو من أهم الفرائض التي أمرنا بها الله تعالى، وهو أيضًا من أعظم القربات التي تقربنا إلى الله، وأنا أسأل الله أن يوفقني لأحسن إليكما في حياتكما وبعد مماتكما.
فأنتم تستحقون مني كل الحب والرعاية، وأتمنى أن أكون خير ابنكما، وأن أرد لكم ولو جزء بسيط مما قدمتماه لي.
دعاء من القلب
يا رب، لقد رزقتني بأفضل والدين في الدنيا، أسألك أن تحفظهما لي، وأن تطيل في عمرهما، وأن تبارك لهما في صحتهما وعافيتهما، وأن ترزقهما الجنة.
يا رب، اجعلني بارًا بهما، وأعني على طاعتهما، وارزقني توفيقهما في الدنيا والآخرة.
أمي وأبي، رحمكما الله وأسكنكما فسيح جناته، فقد بذلتم الغالي والنفيس من أجلي، فجزاكم الله عني خير الجزاء.
الخاتمة
أمي وأبي، مهما قلت ومهما كتبت فلن أوفيكما حقكما، فأنتم أغلى ما في حياتي، وأتمنى أن أكون خير خلف لخير سلف.
فأنتم قدوتي في الحياة، ومنكم تعلمت معنى الأخلاق والقيم، فغرسُتما فيّ حب الخير ومساعدة الآخرين، وأهمية العطاء والإيثار.
أسأل الله تعالى أن يوفقني لبركما، وأن يحفظكما لي، وأن يطيل في عمركما، وأن يبارك لكما في صحتكما وعافيتكما.