بسم الله الرحمن الرحيم
ان ربي قريب مجيب
مقدمه
إن ربي قريب مجيب هو قول من أقوال الله العظيمة التي تحمل معاني عظيمة وعميقة، وتؤكد على رحمة الله وقربه من عباده، واستجابته لدعائهم، وتخليصه لهم من الكرب والهموم، وإمدادهم بالرزق والتوفيق في الدنيا والآخرة.
رحمة الله قربى
والرحمة من صفات الله العظيمة التي يتصف بها، سبحانه وتعالى، فقد قال في كتابه الكريم: “ورحمتي وسعت كل شئ”، وقال: “فأولئك كتب عليهم الشقاوة وأن الله مبير أعمالهم”، وقد تجلت هذه الرحمة في خلقه للكون والبشر، وفي إرساله الرسل والأنبياء، وفي كتابه المنزل، وفي كل ما يخص حياة الإنسان من رزق وعافية وهداية.
قربه من عباده
وإن قرب الله من عباده لا يعني القرب المكاني، وإنما يعني القرب الروحي والمعنوي، فهو حاضر معهم في كل أوقاتهم، يرى أعمالهم ويسمع أقوالهم، ويحيط بهم بكل معاني الجلال والكمال، قال تعالى: “ونحن أقرب إليه من حبل الوريد”، وقال: “وهو معكم أينما كنتم”.
{|}
استجابته لدعاء عباده
ومن رحمة الله وقربه من عباده أنه يجيب دعاءهم، ويستجيب لمن دعاه، قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”، وقال: “ادعوني أستجب لكم”، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على استجابة الله لدعاء عباده في أحاديث كثيرة، منها قوله: “الدعاء هو العبادة”.
تخليصه لعباده من الكرب
ومن مظاهر رحمة الله وقربه من عباده أنه يخفف كربهم ويلطف بهم، قال تعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”، وقال: “ولقد همت به وهموا به لولا أن ثبتناك”، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله يخفف كرب من خفف عن مكروب، فيقول: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة”.
{|}
إمداده لعباده بالرزق
ومن رحمة الله وقربه من عباده أنه يرزقهم من حيث لا يحتسبون، قال تعالى: “وإن الله لرزاق ذو فضل عظيم”، وقال: “ورزقك في السماء”، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن الرزق بيد الله وحده، وأن على العبد أن يتوكل على ربه، فيقول: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا”.
توفيقه لعباده في الدنيا والاخرة
ومن رحمة الله وقربه من عباده أنه يوفقهم في دنياهم وآخرتهم، قال تعالى: “ويوفق من يشاء إلى صراط مستقيم”، وقال: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن التوفيق من الله وحده، وأن على العبد أن يسأل ربه التوفيق، فيقول: “اللهم إني أسألك التوفيق”.
{|}
خاتمة
{|}
وفي ختام حديثنا عن قول الله العظيم “ان ربي قريب مجيب” نؤكد على أن الله سبحانه وتعالى قريب من عباده، يجيب دعاءهم، ويخفف كربهم، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويوفيقهم في الدنيا والآخرة، فنسأل الله أن يجعلنا من عباده المقربين المستجابين، وأن يرزقنا توفيقه ورحمته في الدنيا والآخرة.