أواخر سورة البقرة
تُعدّ سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، وهي سورة مدنية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنوّرة، وتحتوي السورة على 286 آية، وتُختتم آياتها بآيات يُطلق عليها “أواخر سورة البقرة”، وهي الآيات التي تبدأ بقوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285].
فضائل أواخر سورة البقرة
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُبيّن فضل قراءة أواخر سورة البقرة، ومنها:
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة لم تقربه فتنة”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما”.
بركة الآيات العشر الأخيرة
تحمل الآيات العشر الأخيرة من سورة البقرة فوائد عديدة وبركات عظيمة، منها:
ختم القرآن الكريم: تعد قراءة هذه الآيات بمثابة ختم للقرآن الكريم، فإن من داوم على قراءتها كان كأنما ختم القرآن، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
حفظ من الفتن: تعمل قراءة هذه الآيات على تحصين القارئ من الفتن والمكائد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة لم تقربه فتنة”.
وعد بالجنة: تبشر هذه الآيات القارئ بالجنة، فقد قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ۚ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا ۖ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة: 253].
شرح الآيات
تتضمن الآيات العشر الأخيرة من سورة البقرة مجموعة من الموضوعات المهمة، منها:
الإيمان بالله ورسله: تؤكد هذه الآيات على ضرورة الإيمان بالله وجميع رسله، وعدم التفرقة بينهم.
الاستجابة لأوامر الله: يبين الله تعالى في هذه الآيات أن المؤمنين هم الذين يستجيبون لأوامر الله ويسلمون له.
التوكل على الله: تُوجّه هذه الآيات المؤمنين إلى التوكل على الله وحده، فهو وحده القادر على إصلاح أحوالهم وحفظهم من الفتن والمكائد.
دعاء آل عمران
تُعرف الآيات الأخيرة من سورة البقرة أيضًا باسم “دعاء آل عمران”، حيث ورد في رواية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “دعاء آل عمران” آخر سورة البقرة: رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [آل عمران: 16].
خواص دعاء آل عمران
من خواص دعاء آل عمران ما يلي:
تحصين من الشيطان.
جلب الرزق.
دفع الحسد والعين.
خاتمة
ختامًا، فإن أواخر سورة البقرة تُعدّ كنزًا ثمينًا يحمل العديد من الفضائل والبركات، فهي بمثابة ختم للقرآن الكريم، وتحصين من الفتن، ووعد بالجنة، وتتضمن دعاء يُعرف باسم “دعاء آل عمران” له خواص عظيمة في تحصين النفس وجلب الرزق ودفع الحسد والعين. ولذا ينبغي على المؤمنين أن يواظبوا على قراءة هذه الآيات العشر الأخيرة والاستفادة من فضائلها العظيمة.