سورة البقرة: أول 5 آيات
تُعد سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، وتُعرف باسم “القرآن المُصغر” نظرًا لأهميتها ومكانتها الرفيعة بين السور. تبدأ السورة بخمس آيات تُعرف بـ “المُحصنات” أو “المحصّنات”، وهي آيات عظيمة ومؤثرة تحمل معانٍ عميقة ومتعددة.
الآية الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم (1:2)
تبدأ السورة بالبسملة التي تُعد مفتاح القرآن الكريم، وتُشير إلى رحمة الله وعونه وتوفيقه.
تشير كلمة “الرحمن” إلى رحمة الله الواسعة التي تشمل جميع خلقه، بينما تشير كلمة “الرحيم” إلى رحمته الخاصة بالمؤمنين.
الآية الثانية:
وهذا كتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2:2)
تُؤكد هذه الآية على أن القرآن كتاب هداية وخير للناس الذين يتقون الله ويتبعون أوامره.
يُذكر أن القرآن الكريم هو كتاب لا يشوبه أي شك أو ريب، فهو حق من عند الله تعالى.
تُبيّن الآية أن الهدف الأساسي من القرآن هو هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح، وذلك من خلال توفير الإرشادات والتعاليم والمعايير الأخلاقية.
الآية الثالثة:
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3:2)
تُحدد هذه الآية ثلاث خصائص رئيسية للمؤمنين الحقيقيين: الإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، والإنفاق من الرزق.
الإيمان بالغيب يعني الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، رغم عدم رؤيتها أو لمسها.
تُشير إقامة الصلاة إلى إخلاص المؤمنين في عبادتهم وتقربهم إلى الله تعالى.
الإنفاق من الرزق يعني التصدق والعطاء للآخرين من المال والطعام وغيرهما، وهو دليل على كرم المؤمنين وتراحمهم.
الآية الرابعة:
و الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون (4:2)
تُؤكد هذه الآية على أهمية الإيمان بالوحيين: القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة.
يُشير الإيمان بالآخرة إلى الاعتقاد الراسخ بمجيء يوم القيامة والحساب والجزاء.
يُبيّن هذا الإيمان الشامل بأن المؤمنين يوقنون بالحقائق الإلهية ولا يتشككون فيها.
الآية الخامسة:
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5:2)
تُختتم الآيات الخمس بالنتيجة التي يجنيه المؤمنون الذين يتبعون هذه الصفات، وهي الهداية من الله تعالى والفلاح في الدنيا والآخرة.
الهداية من الله تعالى تعني التوفيق والرشاد والإعانة على اتباع الحق والصراط المستقيم.
يُعد المفلحون هم الفائزون والناجحون الذين نالوا رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة.