إن الصفا والمروة من شعائر الله
الحمد لله تعالى رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:
إن الصفا والمروة من شعائر الله تعالى، وهما جبلان صغيران يقعان في مكة المكرمة، بينهما مسافة حوالي 450 مترًا، وهما من المشاعر المقدسة التي أمر الله عز وجل المسلمين بالسعي بينهما أثناء مناسك الحج والعمرة.
سبب تسمية الصفا والمروة بهذا الاسم:
الصفا: سمي بهذا الاسم لارتفاعه وانقشاعه عن سائر الجبال حوله، فكان الناس يتطلعون إليه من بعيد.
المروة: سمي بهذا الاسم لأنه كان في الأصل مرتعًا للإبل، فكانت ترعى حوله.
فضل السعي بين الصفا والمروة:
السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج والعمرة، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين فضل السعي بينهما، ومنها:
قال تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا (البقرة: 158).
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي”
آداب السعي بين الصفا والمروة:
يستحب للمسلم عند السعي بين الصفا والمروة أن يتبع الآداب التالية:
- أن يبدأ السعي من الصفا.
- أن يستلم الحجر الأسود إن تيسر له ذلك.
- أن يكون سعيه متئدًا ووقورًا.
حكم السعي بين الصفا والمروة:
السعي بين الصفا والمروة واجب في الحج، وسنة في العمرة، فمن ترك السعي في الحج وجب عليه دم، أما في العمرة فلا شيء عليه.
كيفية السعي بين الصفا والمروة:
يسعى المسلم بين الصفا والمروة سبع مرات، ويبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة، ويستحب أن يسرع بين العلمين الأخضرين.
حكم من عجز عن السعي بين الصفا والمروة:
إذا عجز المسلم عن السعي بين الصفا والمروة لعذر شرعي، كالشيخ الكبير والمريض، فيجوز له أن يوكل غيره للسعي عنه.
وفي الختام، فإن السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله تعالى، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين فضله، ومن السنة أن يتبع المسلم الآداب الشرعية عند السعي.