بشارة مولود محمد
إن ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم نعم الله على البشرية، فقد بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، ودليلاً إلى طريق الحق، وخاتمًا للأنبياء والمرسلين، وقد بشر بمولده الأنبياء والرسل قبله، وأشاروا إليه بعلامات ودلائل واضحة، وفي هذا المقال سنتعرف على بشارات مولود محمد وأهميتها.
بشارات الأنبياء والرسل بمولده
بشر الأنبياء والرسل بمولده صلى الله عليه وسلم وبينوا صفاته ونعته، فقد بشر به سيدنا إبراهيم عليه السلام حين قال: “وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى ويونس ولوطًا وكلًا فضلنا على العالمين، ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكلًا جعلنا صالحين”.
كما بشرت به أمنا هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام، حين رأت جبريل عليه السلام في المنام وهو يطعن الأرض ويقول: “هنا يولد النبي الأمي الذي يبعثه الله رحمة للعالمين”.”
وأيضًا بشرت به الأنبياء الكرام من بعدهم، مثل سيدنا شعيب عليه السلام الذي قال لقومه: “ويا قوم لا تبخسوا المكيال والميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وبقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ”، فذكره الله بكلمة “و بقيّة”، وهي إشارة إلى أنه خاتم النبيين، وبشارة بمولده صلى الله عليه وسلم.
بشارات الكتب السماوية بمولده
لم تقتصر بشارات مولده صلى الله عليه وسلم على الأنبياء والرسل، بل وردت أيضًا في الكتب السماوية، فقد بشر به في التوراة والإنجيل والزبور، ومن ذلك قوله تعالى: “وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد”.
كما ورد في سفر التكوين من التوراة: “إني أجعل نسلك كغبار الأرض، فكما لا يحصى غبار الأرض هكذا يُحصى نسلك”، وهذه البشارة تشير إلى كثرة أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي سفر أشعيا من الإنجيل وردت بشارة بعثته صلى الله عليه وسلم أيضًا: “هوذا اسمه يُدعى عجيبًا مُشيرًا إلهًا قديرًا أبًا سرمديًا رئيس السلام”، واسم “محمد” مشتق من “حماد” وهو من الأسماء المباركة، وقد أشارت هذه البشارة إلى صفاته الكريمة ونبوته الخاتمة.
آثار بشارات مولده
كانت لبشارات مولده صلى الله عليه وسلم أثار عظيمة على العرب والمسلمين، فقد زرعت في نفوسهم الأمل والانتظار لمجيء نبي كريم ينقذهم من الظلمات إلى النور، ويخرجهم من عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد الأحد.
كما ساهمت في تعزيز إيمان المسلمين بنبوته صلى الله عليه وسلم، وجعلت قلوبهم منفتحة لقبول دعوته، والتسليم بأوامره ونواهيه.
بالإضافة إلى ذلك، كانت بشارات مولده سببًا في إعداد النفوس لاستقبال دعوته صلى الله عليه وسلم، وتهيئتها لتلقي رسالته الخاتمة، التي أكملت مسيرة الأنبياء والرسل السابقين.
رسالة النبي محمد
جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة شاملة جامعة، قائمة على التوحيد لله وحده لا شريك له، ونبذ الشرك والوثنية، ودعا إلى الأخلاق الفاضلة، والعدل والمساواة، ونشر العلم والرحمة بين الناس.
وتتميز رسالته صلى الله عليه وسلم بأنها رسالة خاتمة، أكملت رسالات الأنبياء والرسل السابقين، وجاءت لتبقى إلى يوم القيامة، ولتكون رحمة للعالمين.
وقد أرسله الله رحمة للعالمين، هدىً ونورًا للناس أجمعين، فهداهم إلى سواء السبيل، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، ونجاهم من الضلال إلى الهدى.
ختام بشارة مولود محمد
في ختام بشارة مولود محمد صلى الله عليه وسلم، نستخلص أن بشارات الأنبياء والرسل والكتب السماوية بمولده كانت حقيقية وصادقة، وزرعت في نفوس العرب والمسلمين الأمل والانتظار لمجيئه.
جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة خاتمة، أكملت مسيرة الأنبياء والرسل السابقين، وجاءت لتبقى إلى يوم القيامة، ولتكون رحمة للعالمين.
فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.