بيت شعر عن الامانه
الأمانة أساس الحياة الكريمة
الأمانة هي فضيلة أخلاقية ودينية تدل على صدق المرء ووفائه لعهده، وهي من أهم الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، فالأمين محل ثقة وإعتماد وتقدير، وهو عماد المجتمعات التي تسعى للرقي والتقدم.
وقد حث الإسلام على الأمانة وجعلها من أهم الأخلاق الإسلامية، ففي قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا”، وفي الحديث النبوي الشريف: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.
والأمانة في الإسلام ليست قاصرة على التعامل مع الآخرين وحفظ أموالهم فحسب، بل تشمل أيضاً حفظ الوقت والجوارح واللسان، فالأمين يحافظ على وقته ويحسن استغلاله، ويحفظ جوارحه من الوقوع في الحرام، ويحفظ لسانه من النميمة والغيبة والسباب والشتام.
ثمار الأمانة
للأمانة ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة، فالأمين ينال ثقة واحترام من حوله، ويحظى بالحب والتقدير، ويسود بينه وبين الناس التعاون والوئام، كما ينال الأجر والثواب من الله تعالى في الدار الآخرة.
فالأمانة تجلب الرزق وتفتح أبواب الخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصدق والأمانة ينتج عنهما البر، وإن البر ينتج عنه الجنة، وإن الكذب والخيانة ينتجان عنهما الفجور، وإن الفجور ينتج عنه النار”.
كما أن الأمانة تقود إلى النجاح في الحياة، فالأمين موضع ثقة ومصداقية، والناس يميلون إلى التعامل معه والتعاون معه، مما يفتح له أبواب النجاح والتقدم.
أركان الأمانة
الأمانة قائمة على أربعة أركان رئيسية هي: الصدق والإخلاص والعهد والوفاء، فالصدق هو قول الحق وعدم الكذب، والإخلاص هو أن يكون المرء نقي السريرة في أعماله وأقواله، والعهد هو الوعد الذي يأخذه المرء على نفسه، والوفاء هو الالتزام بهذا العهد والقيام به.
ويتجلى صدق الأمانة في حفظ الأسرار وعدم إفشائها، وفي عدم خيانة العهود والوعود، وفي أداء الحقوق إلى أصحابها، كما يتجلى في عدم الغش والتدليس في التجارة والتعاملات المالية.
ويظهر إخلاص الأمانة في النصح للمسلمين وإرشادهم إلى الخير، وفي تقديم العون والمساعدة لهم، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يظهر في بذل الجهد والإخلاص في العمل والمسؤوليات.
الأمين هو حارس المجتمع
الأمين هو بمثابة حارس المجتمع الذي يحمي أفراده من الفساد والانحراف، فهو يمثل القدوة الحسنة التي يتطلع إليها الناس ويقتدون بها، وهو الدرع الحصين الذي يحمي المجتمع من الوقوع في براثن الكذب والخيانة والغش والرشوة.
فالأمين يحافظ على أسرار الأفراد والجماعات، ولا يفشيها إلى الغير، ويحرص على أداء أمانته على أكمل وجه، ولا يقبل الظلم والجور، ولا يرضى لنفسه ولغيره إلا العدل والحق.
والأمين هو الضمانة الحقيقية لحفظ الحقوق وسيادة القانون، وهو الذي يصنع التوازن والاستقرار في المجتمع، فبدونه ستسود الفوضى والاضطرابات، وستضيع الحقوق وتنتشر الجرائم.
أمانة العلم
الأمانة في العلم ليست قاصرة على حفظ المعلومات والحقائق فحسب، بل تتعدى ذلك إلى فهمها واستيعابها بشكل صحيح، ونقلها وتبليغها إلى الآخرين بدقة وصدق، وعدم تحريفها أو تزويرها أو إخفائها.
وعلى طالب العلم أن يتحلى بالأمانة العلمية في كل مراحل تعليمه وبحثه، وأن يكون حريصاً على نسب المعلومات والحقائق إلى مصادرها الأصلية، وأن يتجنب السرقة العلمية والأدبية.
كما يجب على العالم أن يتحلى بالأمانة في نقل العلم وتبليغه للآخرين، وأن يحرص على إيصال المعلومات بطريقة صحيحة ودقيقة، وأن يتجنب الخلط بين الحقائق والآراء الشخصية.
أمانة المهنة
الأمانة في المهنة هي أن يؤدي المرء عمله على أكمل وجه، وأن يحافظ على حقوق الآخرين المتعلقة بمهنته، وأن يتجنب أي غش أو تضليل أو استغلال.
فعلى الطبيب أن يتحلى بالأمانة في عمله، وأن يحرص على تشخيص الأمراض بشكل صحيح، وأن يصف العلاج المناسب للمريض، وأن يتجنب أي خطأ طبي قد يضر بصحة المريض.
كما يجب على المحامي أن يتحلى بالأمانة في عمله، وأن يدافع عن موكله بكل أمانة وإخلاص، وأن يتجنب أي مخالفات قانونية أو أخلاقية في ممارسته لمهنته.
أمانة المال
الأمانة في المال هي أن يحفظ المرء المال الذي أُؤتمن عليه، وأن يتصرف فيه وفقاً لتعليمات صاحبه، وأن لا يستخدمه في أغراضه الشخصية أو لمصالحه الخاصة.
فعلى أمين الصندوق أن يتحلى بالأمانة في عمله، وأن يحافظ على مال الشركة أو المؤسسة، وأن يتصرف فيه وفقاً للتعليمات الإدارية، وأن لا يستخدمه في أغراضه الشخصية أو لمصالحه الخاصة.
كما يجب على الوكيل أن يتحلى بالأمانة في عمله، وأن يتصرف في مال الموكل وفقاً لتعليماته، وأن لا يتصرف فيه لمصالحه الشخصية أو لمصالح الغير.
الأمانة هي أساس الحياة الكريمة، وهي السبيل إلى النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي الحصن الحصين للمجتمع الذي يحمي أفراده من الفساد والانحراف، وهي الضمانة الحقيقية لحفظ الحقوق وسيادة القانون.
فليتحلَ كل فرد من أفراد المجتمع بالأمانة، وليكن أميناً في أقواله وأفعاله ونيته، وليكن قدوة حسنة لمن حوله، وليكن حريصاً على حفظ الأمانة في كل مناحي الحياة، فإن الأمانة منجاة من النار، ومفتاح للجنة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين الأمناء، وأن يوفقنا لحفظ الأمانة في كل أعمالنا وأقوالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.