بيت شعر عن القهوة العربية
لطالما كانت القهوة العربية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية. فهي أكثر من مجرد مشروب، إنها رمز للضيافة والكرم والتواصل الاجتماعي. وقد تغنى بها الشعراء على مر العصور، تاركين لنا أروع وأجمل أبيات الشعر التي تصف خصائصها وطقوس إعدادها واستهلاكها.
منشأ القهوة العربية:
يُعتقد أن القهوة نشأت في إثيوبيا، حيث اكتشف الرعاة تأثير حبوب البن على أغنامهم. وفي القرن الخامس عشر، انتقلت القهوة إلى شبه الجزيرة العربية. وهناك، طور العرب طريقة لتحميص حبوب البن وطحنها وإعدادها بطريقة مميزة أصبحت تُعرف باسم “القهوة العربية”.
انتشرت القهوة العربية بسرعة في جميع أنحاء العالم العربي. وقد أصبح مشروب الضيافة والترحيب الرسمي في جميع المناسبات الاجتماعية، من حفلات الزفاف إلى الجنازات. كما لعبت القهوة دورًا رئيسيًا في الحياة الأدبية العربية، إذ كانت مقاهي القهوة أماكن للتجمع والنقاش الفكري.
خصائص القهوة العربية:
تتميز القهوة العربية بخصائصها المميزة التي تميزها عن أنواع القهوة الأخرى. وهي تتميز بما يلي:
- تحميص داكن بدرجة عالية: تُحمص حبوب البن المستخدمة في القهوة العربية بدرجة عالية حتى تحترق تقريبًا، مما يعطيها نكهة قوية دخانية.
- طعم مر: القهوة العربية معروفة بطعمها المر، والذي يأتي من التحميص الداكن وحبوب الروبوستا المستخدمة في صنعها.
- رائحة عطرية: تتميز القهوة العربية برائحتها العطرية، والتي تأتي من إضافة الهيل والتوابل الأخرى أثناء التحضير.
طقوس تحضير القهوة العربية:
تحضير القهوة العربية هو طقس متقن يعتبر جزءًا من ثقافة الضيافة العربية. ويشمل الخطوات التالية:
- تحميص حبوب البن: تُحمص حبوب البن في دلة القهوة، وهي وعاء مصنوع من النحاس أو الفضة، حتى تصبح داكنة جدًا.
- طحن حبوب البن: تُطحن حبوب البن المحمصة ناعماً.
- إضافة الماء والتوابل: تُضاف الماء والتوابل مثل الهيل والقرنفل والزعفران إلى دلة القهوة وتترك لتغلي.
طريقة تقديم القهوة العربية:
تُقدم القهوة العربية في فناجين صغيرة تسمى “فناجين” أو “مزاوي”. وهي تُقدم عادةً بدون سكر، ولكن يمكن إضافة التمر أو العسل حسب الرغبة. تُقدم القهوة العربية مع التمور أو الحلويات الأخرى، مثل الكحك.
من المعتاد تقديم القهوة العربية ثلاث مرات لكل ضيف. ويعتبر رفض فنجان القهوة الثالث إشارة إلى أن الضيف ممتلئ ولا يرغب في المزيد.
القهوة العربية في الشعر العربي:
لقد تغنى الشعراء العرب بالقهوة العربية لقرون، واصفين خصائصها وطقوس إعدادها واستهلاكها. ومن أشهر أبيات الشعر في مدح القهوة العربية ما قاله الشاعر العربي القديم النابغة الذبياني:
إذا ما أتاني قهوتي في فناجين
تخيرت منها واحتسيت قداح
ودعني من ذكر الأحاديث إنني
لما أقبل الفنجان لست بواح
القهوة العربية في الثقافة العربية:
القهوة العربية هي أكثر من مجرد مشروب في الثقافة العربية. إنها رمز للضيافة والكرم والتواصل الاجتماعي. وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية. وفي الكثير من الدول العربية، تعتبر القهوة العربية مشروبًا وطنيًا، وهي بمثابة سفير للثقافة العربية في جميع أنحاء العالم.
مقتطفات شعرية عن القهوة العربية:
- قال الشاعر العربي المعاصر أحمد شوقي:
يا قهوة الصبح هبي لي نشيدًا
فإنني فيك للشعر مشيد
- وقال الشاعر العربي القديم أبو نواس:
وإني أحب القهوة لأن بها
عبير الجنان ومرارة عيشي
- وقال الشاعر العربي الحديث بدر شاكر السياب:
ما أحلى القهوة في فنجان صغير
يهزني طيفك في أطراف أصابعي
ما قيل عن القهوة العربية:
- قال الكاتب العربي نجيب محفوظ: “القهوة العربية هي سرعة الصحراء ونكهة التاريخ في فنجان واحد”.
- وقال الرحالة البريطاني تشارلز دوتي: “القهوة العربية هي مشروب الضيافة والترحاب في جميع أنحاء العالم العربي”.
- وقال الشاعر الفرنسي أندريه جيد: “القهوة العربية هي بمثابة الشعر في فنجان”.
القهوة العربية هي أكثر من مجرد مشروب، إنها رمز للثقافة العربية. إنها جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية، ولها تاريخ غني وثقافة غنية. وقد تغنى الشعراء بجمالها وخصائصها على مر العصور، تاركين لنا مجموعة من أبيات الشعر التي تصف سحرها وطقوسها.