تفسير سورة الطارق ابن كثير

سورة الطارق وأسرارها في تفسير ابن كثير

مقدمة

سورة الطارق هي سورة مكية قصيرة من أوائل سور القرآن الكريم نزولاً، تتكون من 17 آية، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً لكلمة “الطارق” التي وردت في مطلعها. وقد اختلفت الآراء وتعددت الأقوال في تفسير هذه السورة، إلا أن تفسير ابن كثير يعد من التفاسير الميسرة والجامعة لأقوال المفسرين السابقين له، ومن خلال هذا المقال سوف نلقي الضوء على تفسير سورة الطارق لابن كثير.

1. سبب نزول سورة الطارق

ورد في أسباب نزول سورة الطارق روايتان:
– الأولى: أنها نزلت ردًا على سؤال أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، حين قال: ما بال النجوم الكواكب لا تطلع علينا ليالينا هذه؟ فنزلت السورة لتبين له أنها تطلع في أوقات محددة، وأن الله تعالى هو الذي خلقها وأوجدها.

{|}
– الثانية: أنها نزلت في ابتداء الأمر، فهي من أوائل ما نزل من القرآن الكريم، وسميت بالطارق لأنها بدأت بكلمة والسماء والطارق.

2. فضل سورة الطارق

للصلاة بها فضل كبير، فقد ورد في فضل سورة الطارق ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الطارق في ليلة فقد قضى ما عليه من صلاة الليل، لذا فهي من السور التي ينصح بقراءتها قبل النوم.

3. تفسير أول 8 آيات من سورة الطارق

– والسماء والطارق: قسم بالسماء والكوكب الذي يظهر ليلاً، وقيل: المراد بالطارق: النجم، وقيل: الليل، وقيل: القمر.
{|}
– وما أدراك ما الطارق: استفهام تقريري وتأكيد على عظمة الطارق.
– النجم الثاقب: النجم اللامع الذي يضيء في السماء.

– إن كل نفس لما عليها حافظ: لكل نفس إنسان أو جن مكلف بحفظها وحراستها.

– فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره: أي يرى جزاءه يوم القيامة.
– ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره: أي يرى جزاءه يوم القيامة.
{|}
– فطوبى لمن طهرها: لمن زكاها بالطاعات.
– وقَد أفلح من زكاها: فاز ونجح من طهرها.

4. تفسير آيات 9-15 من سورة الطارق

– كذبت ثمود بطغواها: كذبت ثمود نبيها صالح عليه السلام، وتجبرت وتكبرت.

– إذ انبعث أشقاها: عندما قام أشقاها وهو دسام.

– فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها: أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركوا ناقة الله ويشربوا من موردها.

– فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها: فكذبوه وقتلوا الناقة، فعاقبهم ربهم بالزلزال فسوّى ديارهم بالأرض.
– ولا يخاف عقباها: لا يخاف ما سيحصل بعد ذلك من العذاب.

5. تفسير آيات 16-17 من سورة الطارق

– إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب: في قصة ثمود عبرة وعظة لأصحاب العقول.
– إن الله على كل شيء قدير: الله قادر على كل شيء، وهو القادر على عقاب الكافرين.

– إن ربك لبالمرصاد: إن ربك منتظر المذنبين ليعاقبهم.

6. غريب الكلمات في سورة الطارق

– الطارق: الكوكب الذي يظهر ليلاً.

– الثاقب: اللامع المضيء.

– الحافظ: المكلف بحراسة النفس.
{|}
– مثقال ذرة: مقدار ضئيل جدًا.

– طغواها: تجبرها وتكبرها.

– أشقاها: أكثرهم شقاءً.
– السقياها: ماء شربها.
– عقروها: قتلوها.

– دمدم: أهلكهم.
{|}
– سواها: سوّى ديارهم بالأرض.
– عقباها: ما سيحصل بعد ذلك.

– الألباب: العقول.

– المرصاد: المراقب المنتظر.

7. فوائد مستنبطة من سورة الطارق

– عظمة الله تعالى وقدرته على كل شيء.

– وجوب الإيمان باليوم الآخر وجزاء الأعمال.

– تحذير من الكفر والتكبر.

– ذكر قصة ثمود عبرة وعظة للمؤمنين.

خاتمة

تعد سورة الطارق من السور القصيرة في القرآن الكريم، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس، وقد أفاض ابن كثير في تفسيرها جامعًا أقوال السلف الصالح من المفسرين، فذكر أسباب نزولها وفضلها، كما فسر آياتها بالتفصيل مستخرجًا منها الدروس والعظات، لذا فإن قراءة تفسير ابن كثير لسورة الطارق يزيد المسلم فهمًا ومعرفة بالقرآن الكريم ويدعوه إلى التأمل في آيات الله تعالى.