عملاق توتير.. عسكر بن أبي وائل الميموني
هو أحد رواة الحديث النبوي الشريف من التابعين، المعروف بـ “عسكر بن أبي وائل الميموني”، وكان مولى لبني ميمون، وكان فصيحاً، ومن الثقات المشاهير بالفضل، روى عن الكثير من الصحابة والتابعين، وقد روى عنه أيضاً من الأئمة والحفاظ العظام.
نسبه وحياته
هو عسكر بن أبي وائل – واسمه صرد – الميموني مولى الميمونين، كما أنه مولى بني عبد شمس، وقيل في نسبه عسكر بن أبي وائل الميموني روايات، فهناك من قال أنه: عسكر بن وائل بن عبد الله بن صرد بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن مالك بن عمرو بن عامر، كما قيل أنه عسكر بن وائل بن هلال بن عبد الله بن صرد بن عبد الله بن عمرو بن عوف، كما أنه اختلف في كنية أبيه، فقيل أن أبيه يكنى أبا صرد، وأيضاً يكنى أبا زرعة، كما أنه اختلف في مولده، فقيل أنه ولد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وقيل غير ذلك.
كان مولده في سنة عشرين من الهجرة، كما كان يتردد إلى مكة كثيراً، وقد أدرك جماعة من الصحابة منهم أبو أمامة الباهلي، كما كان يتردد إلى الشام، وقد حدث أولاً بمصر، ثم سكن البصرة، كما وأنه قدم بغداد في أيام المهدي، وأمه يمانية من همدان، وعاش عسكر بن أبي وائل الميموني في القرن الأول الهجري، وكان من فقهاء التابعين ومن كبار رجاله، وقد لزم حلقة الحسن البصري، كما أنه أخذ العلم عن طائفة من العلماء والفقهاء، أمثال محمد بن سيرين، وابن شهاب الزهري، وشعبة بن الحجاج، وقد كان يجالس الحسن البصري، حتى أنه قال عنه: ” ما رأيت أحداً قط كان أشد تعظيماً لأمر الله من عسكر “
وقد روى أبو داود الطيالسي عن شيخه شعبة، أنه قال، كان عسكر – يعني عسكر بن أبي وائل الميموني – من عباد الله الصالحين، هكذا قال الطيالسي، أما أبو داود السجستاني صاحب السنن، فيروي عن عثمان ابن الهيثم، قال كان عسكر الميموني من عباد أهل البصرة، وقد روى عن الحسن البصري، وعن الحسن بن صالح، وحجاج بن أرطاة، وعمرو بن دينار، كما روى عنه الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو داود السجستاني، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن المفضل، وإسحاق بن راهويه.
عسكر بن أبي وائل الميموني في كتب الجرح والتعديل
وقد ذكره غير واحد من أصحاب الكتب في الجرح والتعديل، فقال عنه أبو حاتم الرازي: صدوق ثقة، وقال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: شيخ بصري تابعي، يروي عن التابعين، وهو ممن أجمعوا على تصديقه وتوثيقه، وقال عنه أبو زرعة الرازي أيضاً: صدوق، وقال ابن حجر العسقلاني: ثقة عابد، وقال عنه الذهبي: ثقة عابد، وقال عنه سفيان الثوري: كان عسكر بن أبي وائل الميموني عابداً مجتهداً.
وفي كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي في ترجمة عسكر بن أبي وائل الميموني، قال عنه: كان من العباد النساك، وكان كثير السهر والقيام، وقد سمعت الحسن يقول: ما رأيت أحداً من الموالي هو أشد تعظيماً لله من عسكر.
شيوخه
وقد تتلمذ على يديه، وسمع منه الكثير من الأئمة والحفاظ الكبار من أئمة الحديث النبوي الشريف، ومن فقهاء وعلماء التابعين، أمثال أبي أمامة الباهلي، كما أخذ العلم عن عطاء بن أبي رباح، وأيضاً عن محمد بن سيرين، وابن شهاب الزهري، وعمرو بن شعيب، وشعبة بن الحجاج، وقد كان عسكر بن أبي وائل الميموني كثير الحديث عن محمد بن سيرين، وقد تأثر به ونهج نهجه، وقد كان يجالس الحسن البصري، وقد روى عنه الحسن البصري.
كما روى عن؛ الحسن بن صالح، وحجاج بن أرطاة، وعمرو بن دينار، كما روى عنه الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو داود السجستاني، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن المفضل، وإسحاق بن راهويه.
تلاميذه
وقد روى عنه الحديث النبوي الشريف الكثير من الحفاظ والأئمة من الفقهاء، ومن رواة الحديث النبوي الشريف، أمثال شعبة بن الحجاج، والأعمش سليمان، كما روى عنه أيضاً يحيى القطان، وإسحاق بن راهويه، وابن المبارك، والأصمعي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وبشر بن المفضل، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى ابن آدم، وإسماعيل بن علية، وأيضاً أنبأ عنه البخاري، وغيرهم الكثير.
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، فقال حدثنا أبي أبو محمد، قال، حدثنا أبي، قال، سمعت يحيى بن معين يقول: عسكر بن أبي وائل الميموني ثقة، وقال عنه أبو زرعة، وذكر في إسناده محمد بن عسكر، عن أبيه، عن محمد بن سيرين، وقد وثقه أحمد بن شعيب النسائي، وقد روى عنه الطيالسي، وأبو داود الطيالسي، وإسحاق بن راهويه، وأبو داود السجستاني، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ومسلم بن إبراهيم، وأبو نعيم.
قالوا عن عسكر بن أبي وائل الميموني
وقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكان عسكر يتكلم في القدر، ويقول بالقدر، فقد روى الحسن بن صالح، قال، حدثني عسكر، قال، قال إبليس حين لعن، والله لقد أخرجت من جنة عرضها السماوات والأرض، قال الله تبارك وتعالى، يا إبليس ما حملك على ما فعلت، قال كبر عصيانك وغرني طول أملي، فقال سبحانه أنا أطول منك أملاً.
وقال عنه الحسن بن صالح، سمعت عسكر يقول: البذاء فحشاء، وقال عنه أبو بكر بن المقدم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال، سمعت أبي يقول: كان عسكر الميموني – رحمه الله – ثقة عابد.
وهذا الكلام الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، يدل على جواز الكلام في القدر، كما أنه يدل على جواز إثبات القدر، كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نطق بالقدر، حيث قال لعلي بن أبي طالب: ” يا علي إن هذا الأمر لا يناله إلا رجلان، رجل آتاه الله علم كتابه، فرضي به فعمل بعلمه، ورجل آتاه الله عز وجل فهماً في دينه، وشرح صدره للإسلام، فهو محيي سنته ودين نبيه بقدر ما آتاه الله من غير علم الكتاب.
عسكر بن أبي وائل الميموني وثورة محمد النفس الزكية
وقد شهد عسكر بن أبي وائل الميموني ثورة محمد النفس الزكية، وهو أحد الأمراء العباسيين الذين ثاروا على الدولة العباسية أيام المنصور، وقد كان عسكر بن أبي وائل الميموني من الذين أيدوا خروج محمد النفس الزكية.
وقد قال عنه أبو الأسود: حدثنا أبو بكر بن سراج، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا الأحوص بن حبيب العذري، عن عسكر بن أبي وائل الميموني قال: لما قتل محمد بن عبد الله بالمدينة، انصرفت إلى مكة، فكنت فيها، وخرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن من مكة، فلما أتينا المدينة لقينا إبراهيم بن عبيد الله الحارثي، فخرج علينا وعلى الناس، فلما وصل ودنونا منه هتف به رجل من الناس بالدهناء، يا إبراهيم، يا إبراهيم، ويحك أتقتل من لا يقاتلك، وتدخل منزلاً لا تخرج من شر ما دخلت فيه أبداً، فقام إليه الإمام، وقال: من هذا، من