ثلاث دعوات مستجابات
تعتبر الدعوات المستجابة من أعظم النعم التي ينعم بها الله تعالى على عباده، وهي سلاح المؤمن القوي الذي يمكنه من تحقيق أمانيه والوصول إلى مبتغاه، لذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء، وبشرنا بأن ثلاث دعوات لا ترد، وهي:
دعوة المظلوم
وذلك لأن المظلوم مظلوم سواء كان ظالمه إنسان أو ظالمه حيوان، فدعوة المظلوم مستجابة ولو بعد حين، كما قال الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَيُنْصُرُ الْمُتَّقِينَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة”.
يجب على من ظلم إنساناً أن يتوب إلى الله ويطلب منه المغفرة، وأن يسعى جاهداً في إرضاء المظلوم ورد مظلمته إليه، فذلك من أسباب استجابة الدعاء.
وينبغي على من ظُلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه بأن ينصره على الظالم، وأن يكشف ظلمته، وأن يرده إلى الحق، ولا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله.
دعوة المسافر
وذلك لأن المسافر في حالة اغتراب عن أهله ووطنه، وهو معرض للعديد من المخاطر والمتاعب، لذلك جعل الله دعوته مستجابة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.
ينبغي على المسافر أن يكثر من الدعاء والاستغفار، وأن يدعو الله تعالى بأن يحفظه من كل مكروه، وأن ييسر له سفره، وأن يعيده إلى أهله ووطنه سالماً غانماً.
وينبغي على من يودع مسافراً أن يدعو له بالسلامة والتوفيق، وأن يقرأ عليه الآيات والأدعية التي وردت في السنة النبوية.
دعوة الوالدين لولدهما
وذلك لأن الوالدين حريصان على مصلحة ولدهما، ودعائهما له مستجاب بإذن الله تعالى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين”.
ينبغي على الأبناء أن يبرّا والديهما، وأن يدعوا لهما بالخير والبركة، وأن يسألا الله تعالى أن يجعل دعائهما مستجاباً.
ينبغي على الآباء أن يدعوا لأولادهم بالهداية والتوفيق، وأن يكثروا من الدعاء لهم بالرزق والصحة والبركة في العمر.
آداب الدعاء
ومن آداب الدعاء أن يكون بقلب سليم نقي، وأن يكون الداعي متيقناً من إجابة دعائه، وأن يلح في الدعاء ولا يمل، وأن يدعو بما لا يخالف الشرع ولا الحكمة.
ومن الأوقات الفاضلة للدعاء: وقت السحر، وآخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الوضوء، وعند نزول المطر، وعند سماع الرعد.
وينبغي على الداعي أن يتوجه بقلبه إلى الله تعالى، وأن يتذلل له، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يستعمل الألفاظ الواردة في القرآن والسنة في الدعاء.
خاتمة
إن الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن القوي الذي يعينه على مواجهة الصعوبات والشدائد، ويحقق له أمانيه وآماله. وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ثلاث دعوات لا ترد، وهي دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين لولدهما. فنسأل الله تعالى أن يجعل دعاءنا مستجاباً، وأن يحقق لنا أمانينا.
