جبر الله عن مصابكم يا أهل مصياف
الحمد لله الذي أمرنا بالصبر وجبر مصابنا، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي علمنا فضل حمد الله في كل حال، وعلى آله وصحبه الذين صبروا وجاهدوا حتى أتاهم النصر. أما بعد:
التعازي الحارة لأهل مصياف
تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ المصاب الأليم الذي حل بأهل قرية مصياف الحبيبة، ففجعهم الله تعالى بسيول مدمرة أزهقت أرواحًا بريئة ودمرت المنازل والممتلكات، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يعوضهم خيرًا مما أصابهم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعين الجهات المسؤولة على سرعة إزالة آثار الكارثة وإغاثة المتضررين.
جبر الله مصابكم
في هذه المحنة الصعبة، نؤكد لأهل مصياف أنهم ليسوا وحدهم، وأننا نقف إلى جانبهم بكل ما نستطيع من دعم وإسناد، ولن ندخر جهدًا في تخفيف آلامهم ومواساتهم في مصابهم الجلل.
إن الله تعالى وعد عباده المؤمنين بالجبر والتعويض والأجر العظيم في كل مصيبة تصيبهم، فقال سبحانه: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين”، وقال أيضًا: “إن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا”.
الصبر في البلاء
أيها الأحبة في مصياف: إننا نعلم أن الصبر في مثل هذا البلاء أمر صعب، ولكن ثقوا أن الله تعالى اختاركم لهذا الابتلاء لأنه يعلم أنكم قادرون على تحمله، وأنكم ستخرجون منه أقوى وأصلب عودًا.
تذكروا أن المصائب تكشف عن معادن الرجال، وأن المؤمن الحق هو الذي يصبر عند البلاء ويسلم أمره لله، ويدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
الدعاء والتضرع
وإلى جانب الصبر، علينا بالتضرع إلى الله تعالى أن يجبر مصابنا ويسخر لنا من لدن حكمة ما يعيننا على تجاوز هذه المحنة، وأن يلهمنا الصبر والحكمة والرضا بقضائه وقدره.
ادعوا الله يا أهل مصياف، وتوسلوا إليه بتضرعاتكم، واجعلوا ليلكم نهاركم في المناجاة والابتهال، فالدعاء سلاح المؤمن وهو مفتاح الفرج بإذن الله تعالى.
التكاتف والتضامن
وفي مثل هذه الظروف، نؤكد على أهمية التكاتف والتضامن بين أهل مصياف وبين كل من يستطيع تقديم يد العون والمساعدة، فتعاونوا يا إخوتنا على البر والتقوى وتوحيد الصف.
لنكن عونًا للمنكوبين وللمتضررين، ولنقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من دعم مادي ومعنوي، ولننسى خلافاتنا وتوجهاتنا المختلفة أمام هذا المصاب الجلل الذي أصابنا جميعًا.
الدعم النفسي والمعنوي
إلى جانب المساعدات المادية، لا تنسوا أن الدعم النفسي والمعنوي مهم للغاية في مثل هذه الظروف، فتواصلوا مع المصابين وقدموا لهم كلمات المواساة والتعزية، واستمعوا إلى آلامهم واحتياجاتهم.
كونوا سندًا لهم في مصابهم، وأعيدوا لهم الأمل في الحياة بعد هذه الكارثة، وذكروهم بأن الله تعالى مع الصابرين، وأنه سيحول محنتهم إلى منحة، وسيعوضهم خيرًا مما أصابهم.
ختامًا، نسأل الله تعالى أن يرحم الضحايا وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بشفاء المصابين وأن يعوض أهل مصياف خيرًا مما أصابهم، وأن يجنبنا وإياكم كل مكروه، والحمد لله رب العالمين.