زكاة الغنم
وذكر أهل العلم أن زكاة الغنم تجب في أربعة مواضع، وأما إذا نقلها مالكها من مكان إلى مكان آخر على مسافة تختلف باختلاف الأقوال، واتفق أهل العلم على اشتراط حولان الحول على ملكية الغنم لنفس المالك، وأما حكم السنة الأولى منليكها فإنه لا زكاة فيها باتفاق أهل العلم، وأقل ما تجب فيه زكاة الغنم أن يبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين إلى مائة وتسع وتسعين وجبت فيها شاة واحدة، وإذا بلغت مائتين وتسع وتسعين وجبت فيها شاتان، ويضاف إلى الشاتين شاة واحدة عند كل مائة، فإذا بلغت قيمة الغنم نصابًا وجبت فيها زكاة المال.
شروط وجوب زكاة الغنم
أجمع أهل العلم على أن تجب زكاة الغنم وفقًا لشروط معينة يجب توافرها، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
أن يبلغ نصابًا: يجب ألا تقل أغنامك عن نصاب معين حتى تجب الزكاة عليها، ويبلغ النصاب أربعين رأسًا من الغنم، فإن كانت أقل من ذلك فلا زكاة فيها.
أن تمر عليها سنة: يجب مرور عام كامل (حَوْل) على الغنم لتجب عليها الزكاة، ويُحسب الحول من وقت ملكك لها.
أن تكون سائمة: يجب أن ترعى الغنم أغلب العام في المراعي الطبيعية، ولا يُحتسب الرعي في الحظائر أو الأماكن المخصصة لذلك.
أن تكون خالية من العيوب: يجب أن تكون أغنامك خالية من العيوب التي تمنعها عن الرعي، مثل العرج أو العمى أو الهزال الشديد.
كيفية حساب زكاة الغنم
يكون حساب الزكاة عن الغنم من خلال الخطوات التالية:
إحصاء عدد الغنم: أحصِ عدد الغنم التي تمتلكها في يوم وجوب الزكاة.
تحديد النصاب: حدد نصاب الزكاة وهو أربعون رأسًا من الغنم.
حساب الزكاة: إذا كان عدد أغنامك يبلغ النصاب أو يزيد عنه، فحسب الزكاة على النحو التالي:
– من 41 إلى 120 رأس: شاة واحدة.
– من 121 إلى 200 رأس: شاتان.
– من 201 إلى 400 رأس: ثلاث شياه.
– وهكذا، مع إضافة شاة لكل 100 رأس إضافية.
حالات تجب فيها زكاة الغنم
تجب زكاة الغنم في حال توافر الشروط الآتية:
أن تكون الغنم ملكًا كاملًا للمالك: يجب أن تكون الغنم خالصة لك، ولا يشاركك فيها أحد ملكيتها.
أن تبلغ الغنم النصاب: يجب أن يبلغ عدد الغنم النصاب الشرعي وهو أربعون رأسًا.
أن تمر عليها سنة قمرية: يجب مرور سنة قمرية كاملة على ملكية الغنم.
أن تكون الغنم سائمة: يجب أن ترعى الغنم في المراعي الطبيعية معظم العام.
أن تكون الغنم خالية من العيوب: يجب أن تكون الغنم خالية من العيوب التي تمنعها من الرعي، مثل العرج أو العمى.
حالات لا تجب فيها زكاة الغنم
توجد حالات لا تجب فيها زكاة الغنم، وهي:
إذا كانت الغنم أقل من النصاب: إذا كان عدد الغنم أقل من النصاب الشرعي وهو أربعون رأسًا، فلا تجب فيها الزكاة.
إذا لم يمر عليها سنة: إذا لم يمر على الغنم سنة قمرية كاملة منذ ملكيتها، فلا تجب فيها الزكاة.
إذا كانت الغنم غير سائمة: إذا كانت الغنم لا ترعى في المراعي الطبيعية معظم العام، فلا تجب فيها الزكاة.
إذا كانت الغنم معيبة: إذا كانت الغنم تعاني من عيوب تمنعها من الرعي، فلا تجب فيها الزكاة.
فضل إخراج زكاة الغنم
لا تقتصر أهمية زكاة الغنم على أبعادها المالية فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل أبعادًا اجتماعية وأخلاقية عديدة، ومن أبرز فضائل إخراج زكاة الغنم ما يلي:
طاعة أوامر الله ونبيه: إن إخراج زكاة الغنم يعد من أهم العبادات التي شرعها الله في الإسلام، وهي من أركان الإسلام الخمسة.
التكافل الاجتماعي: تساهم زكاة الغنم في تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتساعد على سد احتياجات الفقراء والمحتاجين.
تنمية الاقتصاد: تساعد زكاة الغنم على تنمية الاقتصاد المحلي، حيث يتم توزيعها على المحتاجين الذين يستخدمونها في شراء الاحتياجات الأساسية، مما يساهم في تحريك الأسواق.
تطهير النفس: إن إخراج زكاة الغنم يطهر النفس من البخل والشح، ويرسخ فيها قيم الجود والكرم.
الخاتمة
إن زكاة الغنم ركن مهم من أركان الإسلام، ولها آثار إيجابية عديدة على الفرد والمجتمع، فهي عبادة لله تعالى، وتساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي، وتساعد على تنمية الاقتصاد، وتطهر النفس من البخل والشح.