جرير بن عبد الله البجلي
جرير بن عبد الله البجلي من أهم شعراء العصر الأموي في القرن الأول الهجري، وكان له دور بارز في الحياة السياسية والأدبية في عصره، حيث كان من أبرز المناصرين للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وشهد الكثير من الأحداث السياسية الكبرى في عصره، كما كان من أبرز شعراء الهجاء، حيث اشتهر بقصائده اللاذعة التي وجهها إلى كثير من خصومه السياسيين والأدبيين.
نشأته
ولد جرير بن عبد الله البجلي في الجزيرة العربية في عام 650 ميلادي، ونشأ في أسرة فقيرة، وبسبب الظروف الصعبة التي عاشتها أسرته، اضطر إلى العمل في الرعي منذ صغره، الأمر الذي أثر على تعليمه، إلا أنه كان شغوفًا بالشعر، فكان يحفظ قصائد الشعراء الجاهليين والإسلاميين، وكان يتردد على مجالس الشعراء ويلقي عليهم قصائده.
حياته السياسية
كان جرير بن عبد الله البجلي من أشد المناصرين للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وشارك معه في العديد من الحروب والمعارك، وكان من الشعراء الذين هجوا عبد الله بن الزبير الذي كان يطالب بالخلافة، كما كان من الشعراء الذين هجوا الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان واليًا على العراق.
أعماله الشعرية
ترك جرير بن عبد الله البجلي ديوانًا شعريًا كبيرًا، ويتميز شعره بالقوة والجزالة، وباستخدامه للغة العربية الفصيحة، وكان من أبرز شعراء الهجاء، حيث كان يوجه قصائده اللاذعة إلى كثير من خصومه السياسيين والأدبيين، كما كان من الشعراء الذين كتبوا في أغراض الشعر الأخرى مثل المدح والغزل والرثاء.
جرير والفرزدق
كان جرير بن عبد الله البجلي من أشد المنافسين للشاعر الفرزدق، وكان بينهما خصومة أدبية طويلة، وتبادلا كثيرًا من القصائد التي يهاجمان فيها بعضهما البعض، وكانت هذه الخصومة الأدبية من أشهر الخصومات الأدبية في العصر الأموي.
جرير والأخطل
كان جرير بن عبد الله البجلي من الشعراء الذين هاجموا الشاعر الأخطل، وكان بينهما خصومة أدبية بسبب موقف الأخطل من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث كان الأخطل من الشعراء الذين هجوا عبد الملك بن مروان، الأمر الذي دفع جرير إلى مهاجمته والرد عليه.
خصائص شعر جرير
يتميز شعر جرير بن عبد الله البجلي بالعديد من الخصائص، من أهمها:
القوة والجزالة
استخدام اللغة العربية الفصيحة
براعته في الهجاء
كثرة استخدام التشبيهات والاستعارات
فخره وقوة شخصيته
مراثي جرير
لم يقتصر شعر جرير بن عبد الله البجلي على الهجاء فقط، بل كتب أيضًا في أغراض الشعر الأخرى مثل الرثاء، حيث كتب العديد من القصائد التي يرثي فيها أقاربه وأصدقاءه، ومن أشهر مراثيه مرثيته في أخيه حذيفة، والتي تعد من أجمل مراثي الشعر العربي.
وفاة جرير
توفي جرير بن عبد الله البجلي في عام 728 ميلادي في مدينة الكوفة، ودفن فيها، وقد ترك خلفه ديوانًا شعريًا كبيرًا يعتبر من أهم دواوين الشعر العربي في العصر الأموي.
خاتمة
كان جرير بن عبد الله البجلي من أهم شعراء العصر الأموي في القرن الأول الهجري، وكان له دور بارز في الحياة السياسية والأدبية في عصره، حيث كان من أبرز المناصرين للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وشهد الكثير من الأحداث السياسية الكبرى في عصره، كما كان من أبرز شعراء الهجاء، حيث اشتهر بقصائده اللاذعة التي وجهها إلى كثير من خصومه السياسيين والأدبيين، وقد ترك خلفه ديوانًا شعريًا كبيرًا يعتبر من أهم دواوين الشعر العربي في العصر الأموي.