جورجيا في أي قارة
تقع جورجيا في منطقة جنوب القوقاز، وهي منطقة جغرافية تقع على مفترق طرق أوروبا الشرقية وغرب آسيا. ونتيجة لذلك، فإن جورجيا لها تاريخ وثقافة يتميزان بتأثيرات من كلتا القارتين.
التاريخ
استوطن البشر جورجيا منذ آلاف السنين، وأسسوا مملكة كولخيس في القرن السادس قبل الميلاد. في القرن الأول الميلادي، أصبحت جورجيا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، وتأثرت بشدة بالثقافة المسيحية. في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وصلت جورجيا إلى ذروة قوتها تحت حكم الملك ديفيد الباني، الذي وحد البلاد ووسع حدودها إلى أقصى حد لها.
في القرن الثالث عشر، غزا المغول جورجيا، مما أدى إلى قرون من عدم الاستقرار السياسي. في القرن الثامن عشر، أصبحت جورجيا محمية روسية، وفي عام 1801 تم ضمها رسميًا إلى الإمبراطورية الروسية. بعد الثورة الروسية عام 1917، أعلنت جورجيا استقلالها، لكنها سرعان ما أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفيتي.
استعادت جورجيا استقلالها في عام 1991، وخاضت منذ ذلك الحين صراعًا مطولًا مع الانفصاليين في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. في عام 2008، خاضت جورجيا حربًا قصيرة مع روسيا، والتي انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
الجغرافيا
تبلغ مساحة جورجيا 69,700 كيلومتر مربع، وهي محاطة بالبحر الأسود من الغرب وروسيا من الشمال وتركيا وأرمينيا من الجنوب وأذربيجان من الشرق. تتميز جورجيا بشكل رئيسي بتضاريس جبلية، حيث تغطي سلسلة جبال القوقاز معظم أراضيها. أعلى نقطة في جورجيا هي جبل شخارا، الذي يبلغ ارتفاعه 5,201 متر.
تضم جورجيا تنوعًا بيئيًا كبيرًا، مع غابات وشواطئ وأنهار وجبال. تعد جورجيا أيضًا موطنًا للعديد من المنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية، بما في ذلك متنزه كازبيجي الوطني ومنتزه كوتايسي الوطني.
السكان
يبلغ عدد سكان جورجيا حوالي 3.7 مليون نسمة، معظمهم من العرق الجورجي. هناك أيضًا أقليات كبيرة من الأرمن والروس والأذريين والأوسيتيين والأبخاز. اللغة الرسمية لجورجيا هي الجورجية، لكن يتم التحدث بالروسية والأرمينية والأذربيجانية أيضًا على نطاق واسع.
يعتنق معظم سكان جورجيا المسيحية الأرثوذكسية، وهناك أيضًا أقليات مسلمة ويهودية. جورجيا بلد متسامح دينياً، حيث تعيش جميع الأديان معًا في سلام.
الاقتصاد
اقتصاد جورجيا في حالة تحول، بعد أن انتقل من اقتصاد مخطط مركزي إلى اقتصاد السوق. القطاعات الرئيسية للاقتصاد هي السياحة والزراعة والتعدين. تعد جورجيا أيضًا موطنًا لعدد من الشركات الناشئة المبتكرة.
تتمتع جورجيا بمستوى مرتفع نسبيًا من التعليم والصحة، وهي عضو في منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي. عملت الحكومة الجورجية على تحسين مناخ الاستثمار في البلاد، وجعلتها واحدة من أكثر البلدان سهولة لممارسة الأعمال التجارية.
الثقافة
تتمتع جورجيا بثقافة غنية وتنوع، متأثرة بتأثيرات أوروبية وآسيوية. يعد الفن والموسيقى والرقص جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الجورجية، وهناك عدد من المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء البلاد.
المطبخ الجورجي متنوع ولذيذ، ويضم مجموعة واسعة من الأطباق، بما في ذلك الخاتشابوري والخبز والشاشليك. جورجيا هي أيضًا موطن لعدد من أنواع النبيذ الشهير.
السياحة
تعد جورجيا وجهة سياحية متنامية بسرعة، بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وثقافتها الغنية وتاريخها الطويل. تشمل بعض الوجهات السياحية الأكثر شعبية في جورجيا:
- تبليسي: عاصمة جورجيا، وتشتهر بمعمارها الجميل وتاريخها الغني.
- تيرجوفي: مدينة جبلية خلابة وتتميز بكنائسها القديمة.
- حديقة تسالكا الوطنية: حديقة وطنية جميلة، وهي موطن للعديد من النباتات والحيوانات.
- دير دافيد جاريجا: دير قديم مبني في المنحدرات.
- كهوف فارديستا: مدينة كهفية قديمة تعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.