البخل صفة ذميمة، وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث، فالبخيل هو الشحيح الذي لا ينفق ماله إلا على نفسه، ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، وهو من الصفات التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ شَرِيكًا فِي أَنْفُسِكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَأَنْتِمُوهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.
أحاديث الرسول عن البخل
البخل من صفات المنافقين
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”، وفي رواية أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا ائتمن خان”، ومن صفات النفاق البخل والشح، قال تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.
البخل علامة الشقاء
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والبخيل”، وفي رواية أخرى عن أبي ذر رضي الله عنه، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ليمقت البخيل، وإن البخل من شيم الكفار”، فالبخيل بعيد عن رحمة الله تعالى، لأنه لا ينفق ماله في سبيل الله ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.
البخلاء في النار
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “إن البخيل إذا وضع في الميزان، جاءت صدقاته في میزان آخر، قال: فأي شيء يصنع بها؟ فيقال: تطايرت كما تطاير العصفور”، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن البخيل ينادى يوم القيامة بثلاث أصوات: يا بخيل يا شقي يا ملعون”، فالبخلاء محرومون من رحمة الله تعالى، ومنعمون بعذابه الأليم، قال تعالى: وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ.
البخل سبب الفقر
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع عبد إلا رفعه الله”، وفي رواية أخرى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار”، فالبخل يسبب الفقر، لأن البخيل لا ينفق ماله إلا على نفسه، ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا.
البخل يمنع الرزق
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا”، وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ليمقت البخيل الفاحش”، فالبخل يمنع الرزق، لأن البخيل لا ينفق ماله في سبيل الله، قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ.
البخل سبب البلاء
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس”، وفي رواية أخرى عن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم عبدًا ظلماً فإذا هو بخل بعباده فهو الذي يظلم نفسه”، فالبخل سبب البلاء، لأن البخيل لا ينفق ماله في سبيل الله، ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.
البخل يدل على سوء الخلق
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “إن الشح من سوء الخلق، وإنه لا يدخله الجنة”، وفي رواية أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للبخيل أربع علامات: شدة الحرص، وقلة النفع، وكثرة المنع، وسوء الخلق”، فالبخل يدل على سوء الخلق، لأن البخيل لا ينفق ماله إلا على نفسه، ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.
وفي الختام، فإن البخل صفة ذميمة، نهى عنها الإسلام وحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالبخيل هو الشحيح الذي لا ينفق ماله إلا على نفسه، ولا يتصدق على الفقراء والمحتاجين، وهو من الصفات التي تبعد عن رحمة الله تعالى، وتقرب من عذابه الأليم، قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَي