حكم عن الصبر والتفاؤل
الصبر والتفاؤل من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، فالصبر هو خلق عظيم، وهو من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو تحمل المصاعب والشدائد والصبر عليها، وعدم الجزع واليأس، والتفاؤل هو حسن الظن بالله تعالى، وأن العاقبة ستكون خيراً بإذن الله تعالى.
الصبر والتفاؤل من أخلاق المؤمنين
حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بالصبر والتفاؤل في جميع أمور الحياة، والصبر من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يثقون بأن الله تعالى سيعينهم على اجتياز المحن والشدائد، ويصبرون على البلاء حتى ينجلي، ويحسنون الظن بالله تعالى، ويؤمنون بأن العاقبة ستكون خيراً بإذن الله تعالى.
الصبر والتفاؤل في القرآن الكريم
وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على التحلي بالصبر والتفاؤل، ومن هذه الآيات:
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال: 46)
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة: 155)
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10)
الصبر والتفاؤل في السنة النبوية
حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التحلي بالصبر والتفاؤل في جميع أمور الحياة، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في هذا الشأن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” (رواه مسلم).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفسافها” (رواه الترمذي).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اتقى الله وقنع بما قسم له، بارك له فيه، وأدخله الجنة من أي أبوابها شاء، ومن سأل الناس الحفاء، ألبسه الله تعالى الحفاء، ومن سأل الناس الغنى، ألبسه الله تعالى الغنى” (رواه ابن ماجه).
فوائد الصبر والتفاؤل
للصبر والتفاؤل العديد من الفوائد التي تعود على المسلم في دنياه وآخرته، ومن هذه الفوائد:
الصبر على الطاعة واجتناب المعصية.
التفاؤل يجعل الإنسان أكثر سعادة ورضا.
الصبر يجعل الإنسان أكثر احتمالاً للمصاعب والشدائد.
التفاؤل يجعله أكثر إصراراً على تحقيق أهدافه.
الصبر يجعل الإنسان أكثر تقرباً إلى الله تعالى.
التفاؤل يجعله أكثر تفاؤلاً بمستقبله.
الصبر يجعل الإنسان أكثر حكمة وعقلاً.
التفاؤل يجعله أكثر قدرة على حل المشاكل.
الصبر يجعل الإنسان أكثر صحة وعافية.
التفاؤل يجعله أكثر جاذبية للآخرين.
كيف نتحلى بالصبر والتفاؤل
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها التحلي بالصبر والتفاؤل، ومن هذه الطرق:
الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه.
كثرة ذكر الله تعالى والدعاء إليه.
قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
مجالسة الصالحين وأخذ العظة منهم.
تجنب السيئات والمعاصي.
إكثار الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى.
التفاؤل بمستقبل أفضل.
عدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.
الصبر عند ابتلاء الإنسان بالمرض
ابتلاء الإنسان بالمرض من أشد أنواع الابتلاءات التي قد تصيب الإنسان، ولكن حتى في هذه الحالة يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والتفاؤل، وأن يرى في مرضه كفارة لذنوبه، وفرصة للتقرب إلى الله تعالى، وأن يتذكر أن الله تعالى لا يبتلي عباده إلا وهو قادر على تخليصهم منه.
الصبر عند ابتلاء الإنسان بالفقر
الفقر من الأمور الصعبة التي قد تصيب الإنسان، ولكن يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والتفاؤل، وأن يرى في فقره فرصة للتقرب إلى الله تعالى، وأن يتذكر أن الله تعالى هو الرزاق، وهو الذي يقدر أرزاق العباد، وأن الرزق ليس بالمال فقط، بل هناك أرزاق متعددة، ومن هذه الأرزاق الصحة والعافية والعلم والتقوى.
الصبر عند ابتلاء الإنسان بالظلم
الظلم من الأمور الصعبة التي قد تصيب الإنسان، ولكن يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والتفاؤل، وأن يرى في ظلمه فرصة للتقرب إلى الله تعالى، وأن يتذكر أن الله تعالى هو العدل، وهو الذي سينتقم من الظالمين، وأن الظلم لا يدوم، وأن العاقبة للمتقين.
الصبر عند ابتلاء الإنسان بالموت
الموت حق على كل نفس، ولكن يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والتفاؤل عند موت أحد أحبائه، وأن يرى في موته رحمة من الله تعالى، وأن يتذكر أن الله تعالى هو الخالق وهو الرازق وهو المتصرف في ملكه، وأن الموت هو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، وأن الله تعالى أعد للمتقين جنات النعيم.
الخاتمة
الصبر والتفاؤل من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، فالصبر يجعل الإنسان أكثر احتمالاً للمصاعب والشدائد، والتفاؤل يجعل الإنسان أكثر سعادة ورضا، ولهما فوائد عديدة تعود على المسلم في دنياه وآخرته، ويمكن للإنسان أن يتحلى بالصبر والتفاؤل بالإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وكثرة ذكر الله تعالى والدعاء إليه، وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، ومجالسة الصالحين وأخذ العظة منهم، وتجنب السيئات والمعاصي، وإكثار الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، والتفاؤل بمستقبل أفضل، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.