حكم المال في الإسلام
المال نعمة من الله -سبحانه وتعالى- ينبغي شكرها والانتفاع بها فيما يرضي الله -سبحانه وتعالى-، ويحقق مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، وقد شرع الله -سبحانه وتعالى- أحكاما وقوانين تنظم التعامل مع المال وتحدد حقوق الناس فيه، ومن هذه الأحكام:
حقوق المسلم في ماله
للمسلم في ماله حقوق لا يجوز انتهاكها أو التعرض لها، ومن هذه الحقوق:
- حق الملكية: لكل مسلم كامل الأهلية حق تملك المال باكتسابه بطرق مشروعة، ولا يجوز لأحد الاعتداء على ملكه أو حرمانه منه إلا بحكم شرعي.
- حق التصرف: للمسلم حق التصرف في ماله بالبيع والشراء والهبة والوصية ونحو ذلك، ولا يجوز لأحد منعه من التصرف في ماله إلا لحق ثبت عليه.
- حق الاستغلال: للمسلم حق الاستفادة من ماله واستثماره في وجوه الخير والبر، ولا يجوز لأحد منعه من الانتفاع بماله.
واجبات المسلم تجاه ماله
على المسلم واجبات تجاه ماله، ومن هذه الواجبات:
- إخراج الزكاة: تجب الزكاة في الأموال التي تبلغ نصابا معينا عند حولان الحول، وهي حق واجب للفقراء والمساكين.
- إنفاق المال في وجوه الخير: ينبغي على المسلم أن ينفق ماله في وجوه الخير والبر، كبناء المساجد والمستشفيات والمدارس، وإعانة المحتاجين.
- عدم الإسراف والبذخ: نهى الإسلام عن الإسراف والبذخ في الإنفاق، وأمر بالاعتدال والاقتصاد، قال تعالى: ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخْوانَ الشَّياطينِ وكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كفوراً.
كسب المال الحلال
أمر الإسلام بكسب المال الحلال، ونهى عن كسب المال الحرام، ومن طرق كسب المال الحلال:
- التجارة والصناعة: تعمل التجارة والصناعة على تنمية المال وإحياء الأرض، وهي من أطهر الطرق لكسب الرزق.
- الزراعة: الزراعة من الأعمال المباركة التي دعا إليها الإسلام، وهي من الوسائل المشروعة لكسب المال.
- الأعمال الحرة: مثل الطب والهندسة والتعليم ونحو ذلك، وهي من الطرق المشروعة لكسب المال.
تحريم كسب المال الحرام
نهى الإسلام عن كسب المال الحرام، ومن طرق كسب المال الحرام:
- الربا: الربا من المحرمات العظيمة التي حرمها الله -سبحانه وتعالى-، وهو زيادة مشروطة يشترطها أحد المتعاملين على الآخر في مقابل قرض.
- الغش والتدليس: يحرم الإسلام الغش والتدليس في البيع والشراء، وهو أن يبيّن البائع للمشتري بأن السلعة سليمة وخالية من العيوب، ثم يتبين بعد ذلك أنها معيبة.
- احتكار السلع: يحرم احتكار السلع بقصد رفع سعرها على الناس، وهو من الأعمال التي نهى عنها الإسلام.
أحكام التعامل بالمال بين المسلمين
شرع الإسلام أحكاما لتنظيم التعامل بالمال بين المسلمين، ومن هذه الأحكام:
- وجوب الوفاء بالعقود: يجب على المسلم الوفاء بالعقود التي يبرمها مع الآخرين، وهو ملزم بتنفيذ ما اتفق عليه.
- تحريم الغش والتدليس: يحرم الغش والتدليس في جميع المعاملات المالية، ويجب البيع والشراء على أساس الصدق والأمانة.
- تحريم الظلم والاعتداء: يحرم على المسلم أن يظلم أحدا في ماله أو أن يعتدي عليه، ويجب عليه أن يتعامل مع الآخرين بالعدل والإنصاف.
آداب التعامل بالمال
ينبغي على المسلم أن يتحلى بآداب التعامل بالمال، ومن هذه الآداب:
- الشكر لله -سبحانه وتعالى- على نعمة المال: ينبغي على المسلم أن يشكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمة المال، وأن يستخدمه فيما يرضيه -سبحانه وتعالى-.
- التواضع وعدم التكبر: لا ينبغي أن يتكبر المسلم بسبب ماله، بل عليه أن يتواضع ويحسن إلى الآخرين.
- مساعدة المحتاجين: المساعدة المالية للمحتاجين من أهم الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم.
المال والمسئولية الاجتماعية
للمال دور مهم في تحقيق التنمية والرفاهية للمجتمع، ومن صور مسئولية المال:
- إقامة المشروعات الخيرية: يمكن للمال أن يساهم في إقامة المشروعات الخيرية التي تنفع الناس، مثل المستشفيات والمدارس ودور الأيتام.
- دعم التعليم والصحة: يمكن للمال أن يساهم في دعم التعليم والصحة، وهما من أهم ركائز التنمية البشرية.
- إيجاد فرص العمل: يمكن للمال أن يساهم في إيجاد فرص العمل من خلال الاستثمار في المشروعات الإنتاجية.
خاتمة
المال نعمة من الله -سبحانه وتعالى- ينبغي استخدامها فيما يرضيه -سبحانه وتعالى-، ويحقق مصالح العباد في دنياهم وآخرتهم، وقد شرع الإسلام أحكاما وتعاليم تنظم التعامل مع المال، وتبين حقوق وواجبات المسلم تجاهه، والمال أداة للخير والشر، فاستخدمه في الخير ينفعك، واستخدمه في الشر يضرك.