السنة الخاصة بقول اللهم آمين
أما الأدعية التي علمناها إياها النبي صلى الله عليه وسلم فالصيغة الكاملة فيها: «اللهم ربنا ولك الحمد»، وقد قلنا أن كلمة «آمين» لا تقال إلا في آخر الدعاء، ومما ورد في هذا المعنى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على أحدكم يقول: «اللهم ربنا ولك الحمد» ولا يزيد عليها. رواه البخاري. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على المنبر: «اللهم ربنا ولك الحمد» فمن وافقه منهم قال: آمين، وكان يقول: «إنها كنز من كنوز الجنة». رواه أحمد والترمذي.
الأصل في مشروعية قول آمين
الأصل في مشروعية هذا القول هو فعل وصية النبي صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث الثابتة عنه، فقد كان يفعل ذلك في دعائه، فأمرنا باتباعه لما فيه من الخير العظيم، ولأن الداعي لا يدرك معنى دعائه إلا بعد أن يفرغ منه، ولفظ (آمين) يدل على طلب تحقيق دعائه، ولذا لا يقال إلا بعده، هذا وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمة ومدحها، حيث قال: «وإني لأمين الله في السماء، فأيما عبد قال: اللهم ربنا ولك الحمد، وقال الملأ الأعلى: آمين». رواه أحمد.
فضل قول اللهم آمين
إن الداعي إذا أتى بصيغة الدعاء الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، فأنه ينال فضلاً عظيماً، وله في ذلك أجر عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حين يقول العبد: اللهم ربنا ولك الحمد، يقول أهل السماء: ربنا ولك الحمد، فإذا قالوا: آمين، قالوا: آمين». فكأن الله تعالى أذن للملائكة أن يتأمنوا على دعاء عباده، وهذا يدل على أن للعبد في ذلك خيراً عظيماً، فمن أدمن الدعاء بهذه الصورة فاز بالأجر الكثير.
الأدعية الواردة في السنة بلفظ آمين
وردت عدة أدعية في السنة النبوية الشريفة بلفظ آمين، ومنها:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات نقولهن عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»، اللهم اغفر لي آمين. رواه البخاري ومسلم.
– وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الهي أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم»، آمين. رواه البخاري.
حرمة قول آمين وحدها
لا يجوز أن يتلفظ الداعي بلفظ آمين وحدها، لعدم مشروعية هذا الفعل، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالها مفردة، وإنما تكون بعد تمام الدعاء، وإذا صدر من الداعي قول آمين وحدها فقد أتى بما لا أصل له في الشرع، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا قال الإمام: آمين، فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله آمين مع قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». رواه البخاري.
السنة في الرفع والإسرار بلفظ آمين
وردت أحاديث تبين السنة النبوية بشأن رفع الصوت بلفظ آمين أو الإسرار بها، ومنها:
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على أحدكم يقول: اللهم ربنا ولك الحمد، وكان يرفع بها صوته». رواه البخاري ومسلم.
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير بنا ونحن نسر بآمين خلفه». رواه الترمذي وحسنه.
– وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة قال: اللهم ربنا ولك الحمد، فإذا قال: قد قضى الله ولم يقض أنا، فإنهم يقولون: آمين آمين، لا يسمعون بها». رواه مسلم.
توجيه الملائكة لقول آمين
وإذ قد بلغت الملائكة غاية ما يرجى من فضيلة قول آمين، وجهوا الدعاة إلى الإكثار منه، وأرشدوهم إلى المنافع العظيمة التي تحصل لهم من ورائه، كما ورد في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه الذي ذكر أنه سمع نداء ملكين يناديان: «يا أيها الناس، قولوا آمين، قولوا آمين، فقد غفر لمن وافق قوله آمين، قول الملائكة». رواه النسائي.