حكم مراقبة الله بالسر والعلن

حكم مراقبة الله بالسر والعلن

إن مراقبة الله تعالى في السر والعلن من أهم العبادات التي أمرنا الله بها، وهي من أعظم أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على مراقبته في كل حين وأوان، قال الله تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ وَأَنَّهُ يَرَاكُمْ”، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت”.

وتتجلى مراقبة الله تعالى في السر والعلن في عدة أمور، منها:

1. إخلاص العبادة لله وحده

فالمراقب لله تعالى يخلص له العبادة، ولا يشرك به شيئًا، ويبتغي وجهه الكريم وحده في كل ما يفعل، قال الله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإخلاص أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.

2. اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه

فالطائع لله تعالى هو من يراقبه في السر والعلن، ويلتزم بأوامره وينتهي عن نواهيه، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل صالحًا فله عشر أمثاله، ومن عمل سيئة فعليه مثلها، ولا يظلمون شيئًا”.

3. مراقبة الجوارح

فاللسان والعين والبطن والفرج من الجوارح التي أمرنا الله بمراقبتها في السر والعلن، قال الله تعالى: “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حفوا ألسنتكم، ودعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم”.

4. مراقبة النية

وذلك بأن يكون هم المرء ونيته خالصين لله تعالى في كل ما يفعل، سواء في السر أو العلن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، وقال: “من أخلص لله أربعين صباحًا، جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه”.

5. مراقبة النفس

وذلك بتزكيتها وتهذيبها، ومجاهدتها على ترك المعاصي والآثام، قال الله تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير”.

6. مراقبة الوقت

فالمسلم المراقب لله تعالى يحرص على استغلال وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه، ولا يضيعه فيما لا فائدة فيه أو فيما يضره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

7. مراقبة الصحبة

فالصاحب يؤثر في صاحبه، إما إلى خير وإما إلى شر، فالمسلم المراقب لله تعالى يحسن اختيار أصحابه، ويصاحب أهل الخير والصلاح، ويتجنب مجالسة أهل الفساد والفجور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.

الخلاصة

إن مراقبة الله تعالى في السر والعلن من أهم العبادات التي حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليها، وهي من أعظم أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وتتجلى في عدة أمور، منها: إخلاص العبادة لله وحده، واتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومراقبة الجوارح، ومراقبة النية، ومراقبة النفس، ومراقبة الوقت، ومراقبة الصحبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *