حيوان أماته الله ثم أحياه في القرآن الكريم
الحيوان هو أحد مخلوقات الله التي خلقها بقدرته، وهو يشمل جميع الكائنات الحية من حيوانات برية وبحرية وطيور وحشرات وزواحف وغيرها، وقد ذكر الله هذا الحيوان في القرآن الكريم في مواضع عديدة، ومن الحيوانات التي ذكر الله أنها ماتت وأحياها ما يلي:
الغراب الذي أرسله الله إلى قابيل
ذكر الله تعالى قصة قابيل وهابيل في سورة المائدة، حيث قتل قابيل أخاه هابيل، وألقى بجثته في الأرض، ولم يكن يعلم كيف يدفنه، فأرسل الله غرابًا ليحفر له في الأرض ويدفنه، ورؤية هذا الغراب جعلت قابيل يلوم نفسه على فعلته.
يقول الله تعالى: ﴿فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخي فأصبح من النادمين﴾ (المائدة: 31).
الحوت الذي ابتلع يونس
ذكر الله تعالى قصة سيدنا يونس في سورة الصافات، حيث خرج من قومه غاضبًا، ثم صعد السفينة، وحدثت عاصفة قوية، وتخوف أهل السفينة من الغرق، فاقترحوا أن يلقي أحدهم في البحر لتسكن العاصفة، فوقع الاختيار على سيدنا يونس.
ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه من الغرق عندما ابتلعه الحوت، وظل يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام بليالي، وفي الظلمات، حتى دعا الله فاستجاب له ونجاه من الغرق، وألقاه على الشاطئ، وأرسل الله له شجرة اليقطين ليتغذى عليها.
يقول الله تعالى: ﴿فلما ركبوا في السفينة دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون﴾ (الصافات: 143)، ويقول أيضًا: ﴿ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم طغيانًا ورياءً وأصدوا عن سبيل الله والله بما يعملون محيط﴾ (الأنفال: 47).
النملة التي كلمت سليمان
ذكر الله تعالى قصة سيدنا سليمان مع النملة في سورة النمل، حيث حذرته من أن تدوس جيوشه عليها وعلى صغارها، ويقول بعض المفسرين أن هذه النملة كانت ميتة، لكن الله أحياها لتكلم سيدنا سليمان، كما قال الله تعالى:
﴿حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾ (النمل: 18).
البعير الذي أمر الله بذبحه
ذكر الله تعالى قصة قوم صالح مع البعير في سورة الشعراء، حيث أمر الله سبحانه وتعالى قوم صالح أن يتركوا ناقة نبيهم صالح ترعى، وأن لا يمسوها بسوء، ولكنهم لم يطيعوا أمر الله وظلموها كثيرًا، حتى أمر نبيهم صالح القوم بذبحها، وعندما ذبحوها عذبهم الله بعذاب عظيم.
يقول الله تعالى: ﴿فأخذهم العذاب بما كانوا يفسقون﴾ (الشعراء: 158)، ويقول أيضًا: ﴿ألا إن عادًا كفروا ربهم ألا بعدًا لقوم عاد المهلكين﴾ (الشعراء: 130).
العجل الذي صنعه السامري
ذكر الله تعالى قصة السامري وعجل بني إسرائيل في سورة طه، حيث أنزل الله التوراة على سيدنا موسى، وترك قومه في غيابه ليتلقى الوصايا من الله، وعندما تأخر موسى في العودة، ضل قومه سبيل الهدى، وطلبوا من السامري أن يصنع لهم إلهًا، فصنع لهم عجلاً من الذهب.
وعندما عاد موسى إلى قومه، غضب عليهم غضبًا شديدًا، وأمرهم بقتل السامري وهدم العجل، ففعلوا ذلك، ويقول بعض العلماء أن السامري مات ثم أحيا الله له حتى يقتله موسى.
يقول الله تعالى: ﴿فألقوا أمتعتهم وخررا على أعناقهم عجلاً جسداً له خوار قالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي﴾ (طه: 85)، ويقول أيضًا: ﴿قال السامري ذلكم إلهكم وإله موسى فنسي ثم انصرف عنه على آثاره فتناول قبضة من أثر الرسول فنثرها وإنما أراده الفتنة وضله عن سواء السبيل﴾ (طه: 86).
الكلب الذي صاحب أصحاب الكهف
ذكر الله تعالى قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، حيث ذكر أنهم كانوا مجموعة من الشباب الذين آمنوا بالله ورفضوا عبادة الأصنام، فقام الملك بقتلهم، ودخلوا الكهف ولاذوا بالله من بطشه، فظلوا نيامًا فيه لسنوات عديدة.
وعندما استيقظوا، خرج أحدهم ومعه كلبهم، ليتأكدوا من انتهاء بطش الملك، فوجدوا أنهم أصبحوا في زمان آخر، وقد كان كلبهم نائمًا معهم في الكهف، وظل حيًا لسنوات على الرغم من عدم وجود طعام أو شراب.
يقول الله تعالى: ﴿ورأيتُهم راكعين على ركبهم وعيونهم تذرف من الدمع وهم يستغفرون الله وقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلهًا لقد قلنا إذًا شططًا﴾ (الكهف: 109)، ويقول أيضًا: ﴿ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدًا﴾ (الكهف: 23).
الحمار الذي أحياه الله لنبي عيسى
ذكر الله تعالى قصة نبي عيسى في سورة آل عمران، وأنه كان يصنع من الطين شيئًا على هيئة طير، ثم ينفخ فيه فيصبح طيرًا بإذن الله، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله.
ومن المعجزات التي أظهرها الله على يد نبي عيسى أنه أحيى حمارًا كان ميتًا، وذلك عندما رآه مبعثر العظام، فجمعها ونفخ فيها، فأصبح الحمار حيًا بإذن الله.
يقول الله تعالى: ﴿وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرًا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني﴾ (آل عمران: 49)، ويقول أيضًا: ﴿ويحيي الموتى بإذن الله﴾ (آل عمران: 49).
الخاتمة
وهذه بعض القصص القرآنية عن الحيوانات التي أماتها الله ثم أحياه، وهي قصص وعبر تدل على قدرة الله العظيمة، وعلمه الغيب، وأنه بيده الحياة والموت، وهو وحده القادر على كل شيء.