خاتمة عن الصبر

ختام عن الصبر

إن الصبر فضيلة عظيمة من أعظم الفضائل التي يتحلى بها المسلم، وقد حثنا الله تعالى عليها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، كما أثنى الله على الصابرين وأعد لهم الأجر العظيم، والصبر ينقسم إلى نوعين، الأول الصبر على طاعة الله، والثاني الصبر على معصية الله، والصبر على طاعة الله هو امتثال أوامره واجتناب نواهيه، والصبر على معصية الله هو تجنب الوقوع في المعاصي والذنوب.

أهمية الصبر

للصبر أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يعينه على تحمل مشاق الحياة ومتاعبها، كما أنه يجعله أكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات والعقبات، والصبر يجعل المسلم أقرب إلى الله، كما أنه يزيد من إيمانه ويقينه، والصبر يعود على المسلم بالنفع في الدنيا، كما أنه ينفعه في الآخرة.

ومن فوائد الصبر أنه يجعل المسلم أكثر قدرة على التحكم في نفسه والسيطرة على غضبه، كما أنه يجعله أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين بلطف وتسامح، والصبر يعين المسلم على تحقيق أهدافه وطموحاته، كما أنه يجعله أكثر قدرة على التعايش مع الآخرين.

ويجب على المسلم أن يتحلى بالصبر في جميع أمور حياته، فالصبر على طاعة الله هو أساس العبادة، والصبر على معصية الله هو أساس التقوى، والصبر على المصائب والشدائد هو أساس الإيمان، والصبر على الناس هو أساس التعايش.

ثمار الصبر

إن للصبر ثماراً كثيرة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يجعل الصبر المسلم أكثر قدرة على تحمل مشاق الحياة ومتاعبها، كما أنه يجعله أكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات والعقبات، والصبر يجعل المسلم أقرب إلى الله، كما أنه يزيد من إيمانه ويقينه، والصبر يعود على المسلم بالنفع في الدنيا، كما أنه ينفعه في الآخرة.

وفي الآخرة ينال الصابرون الأجر العظيم، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ، والصبر هو مفتاح الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر مفتاح الجنة”، والصبر هو سبب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صبر دخل الجنة”.

مراتب الصبر

للصبر مراتب عديدة، فأعلاها الصبر على النفس، ثم الصبر على الشيطان، ثم الصبر على الناس، ثم الصبر على المصائب، ثم الصبر على الطاعات، ثم الصبر على المعاصي، ثم الصبر على الفقر، ثم الصبر على الغنى، ثم الصبر على المرض، ثم الصبر على الصحة، ثم الصبر على الموت.

وأفضل مراتب الصبر الصبر على النفس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الجهاد جهاد النفس”، والصبر على النفس هو كفها عن الوقوع في المعاصي والذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان”.

الصبر في القرآن الكريم

ورد ذكر الصبر في القرآن الكريم في أكثر من 90 موضعاً، قال الله تعالى: وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

وقد ضرب الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الأمثلة على الصابرين، فذكر صبر النبي أيوب عليه السلام، قال تعالى: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ، وذكر صبر النبي يوسف عليه السلام، قال تعالى: وَصَبَرَ يُوسُفُ عَلَى مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.

الصبر في السنة النبوية

حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر في العديد من الأحاديث الشريفة، فقال: “الصبر نصف الإيمان، والصبر مفتاح الجنة”، وقال: “ما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر”، وقال: “إن الله يحب الصابرين، وينصر الصابرين، ويرفع الصابرين”.

وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأمثلة على الصبر، فصبر على أذى المشركين، وصبر على آلام الهجرة، وصبر على فراق أحبابه، وصبر على الفقر، وصبر على المرض، وصبر على الموت.

الصبر في حياة الصحابة

تميز الصحابة الكرام بالصبر في حياتهم، فصبر أبو بكر الصديق على أذى المشركين، وصبر عمر بن الخطاب على قتال الكفار، وصبر عثمان بن عفان على فتنة الناس، وصبر علي بن أبي طالب على ظلم الظالمين، وصبر الحسن والحسين على طغيان الظالمين.

وقد ضرب الصحابة الكرام العديد من الأمثلة على الصبر، فصبر أبو بكر الصديق على فقر الهجرة، وصبر عمر بن الخطاب على آلام الجراحات، وصبر عثمان بن عفان على ظلم الناس، وصبر علي بن أبي طالب على آلام الحرب.

وصبر الحسن والحسين على فراق أحبابهم، وصبر الصحابة على موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصبر الصحابة على الفتن والمحن، وصبر الصحابة على الآلام والأسقام.

ختام

إن الصبر فضيلة عظيمة من أعظم الفضائل التي يتحلى بها المسلم، وقد حثنا الله تعالى عليها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والصبر ينقسم إلى نوعين، الأول الصبر على طاعة الله، والثاني الصبر على معصية الله، والصبر على طاعة الله هو امتثال أوامره واجتناب نواهيه، والصبر على معصية الله هو تجنب الوقوع في المعاصي والذنوب.

للصبر أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يعينه على تحمل مشاق الحياة ومتاعبها، كما أنه يجعله أكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات والعقبات، والصبر يجعل المسلم أقرب إلى الله، كما أنه يزيد من إيمانه ويقينه، والصبر يعود على المسلم بالنفع في الدنيا، كما أنه ينفعه في الآخرة، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر ويلهمنا الصبر ويثبتنا على الصبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *