خطبة قصيرة عن الصدقة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أهمية الصدقة
أيها المسلمون، إن الصدقة من الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام، فهي طهرة للأموال وزيادة في الأرزاق وتكفير للذنوب، قال الله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا ولو بشق تمرة”.
وللصدقة فضل عظيم عند الله تعالى، فهي سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”، وهي سبب في شفاعة الملائكة للإنسان يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشفاعة يوم القيامة لأهل الصدقة”.
ولا تقتصر الصدقة على المال فقط، بل تشمل كل ما ينفع الناس، كالطعام والشراب واللباس والعلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل معروف صدقة”.
أنواع الصدقة
للصدقة أنواع كثيرة منها:
صدقة المال: وهي إخراج جزء من المال للمحتاجين.
صدقة الطعام: وهي إطعام الجائعين.
صدقة الشراب: وهي إرواء العطشى.
صدقة اللباس: وهي كسوة العراة.
صدقة العلم: وهي تعليم الجاهلين.
صدقة العمل: وهي مساعدة المحتاجين في أعمالهم.
صدقة الابتسامة: وهي إدخال السرور على قلوب الناس.
فضل الصدقة في رمضان
للسدقة في شهر رمضان فضل عظيم، فهي تضاعف أكثر من أي وقت آخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقة رمضان تضاعف سبعمائة مرة”.
وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة”.
وينبغي للمسلم أن يكثر من الصدقة في رمضان، سواء كانت صدقة مال أو طعام أو شراب أو غير ذلك، فكلها تؤجر عليها بإذن الله تعالى.
فضل الصدقة في السر
للصدقة في السر فضل عظيم، فهي تحفظ للمسلم كرامته وتزيد في أجره عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة في العلانية صدقة وفي السر صدقة أفضل منها”.
ومما يدل على فضل الصدقة في السر أنها سبب في ستر عيوب المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر على مؤمن عيبه في الدنيا ستر الله عليه عيوبه يوم القيامة”.
وينبغي للمسلم أن يتحين الفرص للصدقة في السر، فإذا وجد محتاجًا لا يعرفه أحد فليتصدق عليه، وإذا علم بمحتاج محتشم فليتصدق عليه من غير أن يشعره بذلك.
فضل الصدقة على الأهل والأقارب
للصدقة على الأهل والأقارب فضل عظيم، فهي صلة للرحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة”.
ويقدم الله تعالى الصدقة على الأهل والأقارب على الصدقة على غيرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ابدأ بمن تعول”، ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “صلة الرحم توصل إلى ثلث خصال: سلامة الصدر وعيشة طيبة وزيادة العمر”.
وينبغي للمسلم أن يحرص على صلة رحمه بالصدقة عليهم، فإذا كان من أصحاب الأموال فليتصدق عليهم بالمال، وإذا كان من أهل العلم فليتصدق عليهم بالعلم، وإذا لم يقدر على شيء من ذلك فليتصدق عليهم بالدعاء.
فضل الصدقة على الجيران
للصدقة على الجيران فضل عظيم، فهي سبب للألفة والمحبة بينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يوسع الله عليه رزقه وينسأ في أثره فليصل جاره”.
ويتأكد فضل الصدقة على الجيران إذا كانوا فقراء أو محتاجين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”.
وينبغي للمسلم أن يتحين الفرص للصدقة على جيرانه، فإذا رأى جاره محتاجًا لطعام فليتصدق عليه بالطعام، وإذا رأى جاره محتاجًا للشراب فليتصدق عليه بالشراب، وإذا رأى جاره محتاجًا للمال فليتصدق عليه بالمال.
فضل الصدقة على الأيتام والمساكين
للصدقة على الأيتام والمساكين فضل عظيم، فهي سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
ويؤجر المسلم على الصدقة على الأيتام والمساكين أكثر من غيرهم، لضعفهم وحاجتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالقائم الليل الصائم النهار”.
وينبغي للمسلم أن يحرص على الصدقة على الأيتام والمساكين، فإذا وجد يتيمًا محتاجًا فليتصدق عليه، وإذا وجد مسكينًا محتاجًا فليتصدق عليه، فكل صدقة على هؤلاء تؤلف له قلبه وتسعده في الدنيا والآخرة.
ختامًا
عباد الله، إن الصدقة من الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فهي سبب لدخول الجنة وتكفير الذنوب وزيادة في الرزق، فتصدقوا ولو بشق تمرة، وليكن تتصدقوا في السر والعلن، وعلى أهل الأرحام والجيران والأيتام والمساكين، فكل صدقة تؤجر عليها بإذن الله تعالى، والله تعالى ولي التوفيق.