في هذا اليوم المميز، حيث نجتمع لنحتفل بإنجازات أبنائنا وبناتنا الخريجين، لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يتقبل منهم صالح الأعمال، ويثيبهم على جهودهم الطيبة، وأن يجعلهم عونًا لأهلهم ووطنهم وأمتهم.
أهمية التعليم
لطالما كان التعليم حجر الزاوية في بناء الأمم والمجتمعات، ولم يزل، فبالعلم تزدهر الأمم، وتتقدم الشعوب، وبالجهل تتخلف وتهلك.
والعلم ليس مقصورًا على تلقين المعارف والمهارات فحسب، بل هو أسمى من ذلك بكثير؛ فهو تربية شاملة للفرد، تهذب أخلاقه، وتنمي عقله، وتُعلي همته.
وبفضل العلم، تمكن الإنسان من التحكم في قوى الطبيعة واستغلالها لخدمة البشرية، وأصبح قادرًا على معالجة كثير من الأمراض التي كانت تصيب الأجيال السابقة بالعجز والهلاك.
درجات العلم
وإن مما يحق لنا أن نفتخر به في هذا اليوم، أن طلابنا وطالباتنا قد نهلوا من مختلف العلوم والمعارف، وأحرزوا فيها درجات عالية.
فمنهم من نال شهادة البكالوريوس، ومنهم من نال الماجستير، ومنهم من نال الدكتوراه، وكل هذه الدرجات العلمية تمثل مرحلة مهمة في حياة الفرد، وتفتح له آفاقًا واسعة للمستقبل.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نثني على جهود الأساتذة والمعلمين الذين بذلوا قصارى جهدهم في تعليم أبنائنا وبناتنا، وتربيتهم على القيم الفاضلة والآداب الحميدة.
التخرج.. محطة وانطلاق
إن التخرج ليس نهاية المطاف، بل هو محطة مهمة في حياة كل فرد، وانطلاق نحو آفاق جديدة من العمل والإنجاز.
ولقد حرصت جامعتنا على تزويدكم بالمهارات والخبرات التي تمكنكم من دخول سوق العمل بثقة واقتدار.
وإني على ثقة بأنكم ستكونون خير سفراء لجامعتكم ووطنكم، وستساهمون في تحقيق التنمية والتقدم في بلادنا.
أخلاقيات المهنة
إلى جانب المعارف والمهارات التي اكتسبتموها خلال دراستكم، أود أن ألفت انتباهكم إلى أهمية أخلاقيات المهنة.
فمهما بلغتم من علم ومهارة، فإن ذلك لن يفيدكم شيئًا إذا لم تتحلوا بالأخلاق الفاضلة والنزاهة والصدق في التعامل مع الآخرين.
واعلموا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمال والشهرة فحسب، بل يُقاس أيضًا بالسمعة الطيبة التي يتركها المرء وراءه.
مسؤولية المجتمع
إن التخرج ليس مسؤولية الفرد وحده، بل هي مسؤولية المجتمع بأكمله.
وعلى المجتمع أن يوفر لخريجيه فرص العمل اللائقة، ويحترم كفاءاتهم وقدراتهم، ويساعدهم على الاندماج في سوق العمل.
كما يجب على المجتمع أن يُعزز ثقافة التعليم والبحث العلمي، ويدعم المبدعين والمخترعين، ويحتفي بإنجازاتهم العلمية.
إضاءات مستقبلية
ختامًا، أود أن أُلقي ببعض الإضاءات على المستقبل الذي ينتظركم، وأوجّه إليكم بعض النصائح التي آمل أن تكون نبراسًا لكم في حياتكم العملية.
أولًا، عليكم أن تكونوا على استعداد دائم للتعلم والتطور، فالعلوم والمعارف تتطور باستمرار، ولا يمكنكم أن تركنوا إلى ما اكتسبتموه خلال دراستكم الجامعية.
ثانيًا، عليكم أن تكونوا على ثقة بقدراتكم، ولكن دون غرور أو تعالٍ، فالغرور عدو النجاح، والثقة بالنفس هي نصف الطريق إلى الإبداع والتميز.
الختام
وأخيرًا، تذكروا دائمًا أن العلم نور، وأن الجهل ظلام، وأنكم مسؤولون عن أنفسكم وعن وطنكم، وأنكم سفراء لبلادكم في كل مكان تذهبون إليه.
فكونوا خير سفراء، واشهدوا للعلم والتعليم أينما كنتم، وادعوا إلى الفضيلة والعمل الصالح، واعملوا على تحقيق آمال وطنكم وتطلعات شعبكم.
فأنتم اليوم خريجون، وغدًا أنتم بناة المستقبل، فكونوا على قدر هذه المسؤولية العظيمة، وفقكم الله وسدد خطاكم، وبارك في جهودكم.