الخوجا
الخوجا هي طائفة مسلمة إسماعيلية نزلت إلى شرق إفريقيا في القرن العاشر الميلادي، واستقرت في زنجبار والصومال وكينيا وتنزانيا ومدغشقر.
التاريخ
يعود تاريخ الخوجا إلى دعاة إسماعيليين أرسلهم الفاطميون في القرن الرابع الهجري إلى الهند وشرق إفريقيا لنشر المذهب الإسماعيلي، وقد استقر الدعاة في منطقة الساحل الشرقي لإفريقيا وأسسوا مجتمعات خوجية.
في القرن السادس عشر الميلادي، هاجر بعض الخوجة من كجرات الهند إلى زنجبار، حيث أصبحت زنجبار مركزًا مهمًا للطائفة الخوجية.
في القرن التاسع عشر الميلادي، توسع الخوجا تجاريًا وسياسيًا، وأصبحوا تجارًا بارزين في شرق إفريقيا، ولعبوا دورًا مهمًا في تطوير التجارة بين إفريقيا والشرق الأوسط والهند.
المعتقدات
الخوجا مسلمون إسماعيليون يتبعون الإمام المستور، ويؤمنون بأساسيات الإسلام الخمس بالإضافة إلى الاعتقاد بالإمامة.
تعتبر طاعة الإمام ركيزة أساسية في عقيدة الخوجا، ويعتقدون أن الإمام هو المرشد الروحي للطائفة والوسيط بين الله والناس.
لدى الخوجا تقويم ديني خاص بهم يتكون من 12 شهرًا من 30 يومًا، ولهم أعيادهم الدينية الخاصة مثل عيد النوروز وعيد الغدير.
اللغة
{|}
يتحدث الخوجا لغة خوجكي، وهي لغة هندو-إيرانية مشتقة من الغوجاراتية، وتحتوي لغة خوجكي على العديد من الكلمات العربية والفارسية والإنجليزية.
بالإضافة إلى خوجكي، يتحدث الخوجا أيضًا اللغة السواحلية واللغة الإنجليزية واللغات المحلية الأخرى في البلدان التي يعيشون فيها.
تم كتابة العديد من نصوص الخوجكية باللغات العربية والفارسية والأردية، وتم الحفاظ على تراثهم الأدبي في المكتبات الخاصة والجامعات.
الثقافة
{|}
يتميز الخوجا بثقافة مميزة تجمع بين التأثيرات الهندية والإسلامية والإفريقية، ويشتهرون بملابسهم التقليدية الملونة، ولا سيما النساء اللاتي يرتدين الساري.
لدى الخوجا أيضًا تقاليد غذائية مميزة، حيث يتم طهي العديد من أطباقهم بالبهارات والتوابل الهندية، ويعتبر البرياني أحد الأطباق الشعبية بين الخوجا.
تحافظ طائفة الخوجا على تراثها الثقافي من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية، مثل المهرجانات والموسيقى والرقص التقليديين.
التعليم
{|}
يولي الخوجا أهمية كبيرة للتعليم، ولديهم نظام تعليمي متطور يشمل المدارس والكليات والجامعات، ويشجعون أبناءهم على متابعة التعليم العالي.
أسس الخوجا العديد من المؤسسات التعليمية في شرق إفريقيا، بما في ذلك جامعة آغاخان للشرق الأوسط في مومباسا.
{|}
ينشط الخوجا أيضًا في مجال التعليم الخيري، ويدعمون برامج المنح الدراسية والمدارس في المجتمعات الفقيرة.
الاقتصاد
{|}
اشتهر الخوجا تاريخيًا بتجارة التجزئة، ولا يزال لديهم حضور قوي في قطاع الأعمال في شرق إفريقيا، ويمتلكون العديد من الشركات والمصالح التجارية.
لعب الخوجا دورًا مهمًا في تنمية الاقتصاد المحلي في البلدان التي يعيشون فيها، ويساهمون في النمو الاقتصادي والاستقرار.
تشارك الخوجا أيضًا في الأعمال الخيرية، وتدعم المشاريع المجتمعية والبرامج التي تساعد المحتاجين.
الانتشار
يعيش الخوجا في العديد من البلدان في شرق إفريقيا، بما في ذلك زنجبار وتنزانيا وكينيا ومدغشقر وجزر القمر، بالإضافة إلى دول أخرى في العالم مثل الهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتقدر أعداد الخوجا بأكثر من مليوني شخص، ويشكلون جزءًا مهمًا من المجتمعات المسلمة في شرق إفريقيا.
تحتفظ طائفة الخوجا بهويتها الدينية والثقافية المميزة، وتساهم في المجتمعات التي تعيش فيها.
الخاتمة
الخوجا هي طائفة مسلمة إسماعيلية لها تاريخ وتراث غنيان في شرق إفريقيا، ولعبوا دورًا مهمًا في تطوير المنطقة اقتصاديًا وثقافيًا، ويستمر الخوجا في الحفاظ على تقاليدهم وعقيدتهم، ويساهمون في المجتمعات التي يعيشون فيها.