دسبرين للحامل: متى يُسمح بتناوله؟
دسبرين هو أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والذي يستخدم على نطاق واسع لتخفيف الألم والالتهاب والحمى. ومع ذلك، فإن استخدام دسبرين أثناء الحمل يثير قلقًا كبيرًا بسبب آثاره المحتملة على كل من الأم والجنين.
المقدمة
دسبرين، المعروف أيضًا باسم حمض أسيتيل الساليسيليك، هو أحد مسكنات الألم الأكثر استخدامًا والتي لا تستلزم وصفة طبية في جميع أنحاء العالم. أثناء الحمل، قد يكون من الضروري استخدام مسكنات الألم في بعض الأحيان للتخفيف من الأعراض الشائعة مثل الصداع وآلام الظهر. ومع ذلك، فإن استخدام دسبرين أثناء الحمل يتطلب الحذر لأنه يمكن أن يؤثر على كل من الأم والجنين.
استخدام دسبرين في المراحل المبكرة من الحمل
خلال الثلث الأول من الحمل، يعتبر استخدام دسبرين بشكل عام آمنًا لتخفيف الألم والحمى. ومع ذلك، يجب تجنب الاستخدام المنتظم أو طويل الأمد حيث يمكن أن يزيد من خطر حدوث النزيف والإجهاض.
الأسبوع 1-12
في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، يمكن استخدام دسبرين بشكل عام لتخفيف الألم والحمى. ومع ذلك، من المهم عدم تجاوز الجرعة الموصى بها وعدم استخدامه لمدة تزيد عن بضعة أيام في المرة الواحدة.
الأسبوع 13-20
خلال هذه الفترة، يجب تجنب استخدام دسبرين إلا إذا كان ضروريًا للغاية. قد يزيد الاستخدام المنتظم أو طويل الأمد من خطر إغلاق القناة الشريانية المبكر، مما قد يؤدي إلى مشاكل قلبية لدى الجنين.
الأسبوع 21-40
يُمنع منعًا باتًا استخدام دسبرين في هذه المرحلة من الحمل. قد يؤدي استخدامه إلى نزيف حاد أثناء الولادة ومشاكل صحية خطيرة للجنين، مثل تأخر النمو وحدوث مضاعفات في الكلى.
مخاطر استخدام دسبرين أثناء الحمل
يمكن أن يرتبط استخدام دسبرين أثناء الحمل بمخاطر مختلفة، بما في ذلك:
النزيف
يمكن أن يزيد دسبرين من خطر حدوث النزيف أثناء الحمل وبعد الولادة. وذلك لأن دسبرين يثبط الصفائح الدموية، وهي خلايا الدم التي تساعد على تكوين الجلطات.
الإجهاض
قد يزيد الاستخدام المنتظم أو طويل الأمد لدسبرين من خطر الإجهاض، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
عيوب خلقية
ارتبط استخدام دسبرين في وقت متأخر من الحمل بزيادة طفيفة في خطر حدوث عيوب خلقية، مثل عيوب القلب والتشقق الشفري الحنكي.
إغلاق القناة الشريانية المبكر
القناة الشريانية هي وعاء دموي يربط بين الشريان الأورطي والرئة قبل الولادة. يساعد دسبرين على إغلاق هذه القناة في وقت مبكر مما قد يؤدي إلى مشاكل قلبية لدى الجنين.
سمية الكلى للجنين
قد يؤدي استخدام دسبرين في وقت متأخر من الحمل إلى سمية الكلى للجنين، مما قد يؤدي إلى انخفاض وظائف الكلى أو حتى الفشل الكلوي.
الجرعة الآمنة من دسبرين أثناء الحمل
إذا لزم الأمر استخدام دسبرين أثناء الحمل، فيجب استخدام أقل جرعة فعالة لأقصر فترة ممكنة. لا ينصح باستخدام الجرعات العالية أو الاستخدام طويل الأمد.
الجرعة الموصى بها
الجرعة القصوى الموصى بها من الأسبرين أثناء الحمل هي 150 مجم في اليوم. يجب عدم تجاوز هذه الجرعة إلا تحت إشراف طبي.
طرق أخرى لتخفيف الألم
هناك العديد من الطرق الأخرى لتخفيف الألم أثناء الحمل دون استخدام دسبرين. وتشمل هذه الراحة والاسترخاء، وتطبيق الكمادات الباردة أو الدافئة، وتمارين الإطالة الخفيفة.
متى يجب تجنب دسبرين؟
هناك بعض الحالات التي يجب فيها تجنب دسبرين أثناء الحمل تمامًا، بما في ذلك:
الحساسية
إذا كنت تعاني من حساسية تجاه دسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى، يجب تجنب دسبرين.
الربو
قد يؤدي استخدام دسبرين إلى تفاقم الربو لدى بعض الأشخاص.
قرحة المعدة
قد يؤدي استخدام دسبرين إلى زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي.
أمراض الكبد أو الكلى
قد يؤدي استخدام دسبرين إلى تفاقم أمراض الكبد أو الكلى.
الخلاصة
يعتبر دسبرين أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تستخدم لتخفيف الألم والالتهاب والحمى. ومع ذلك، فإن استخدام دسبرين أثناء الحمل يتطلب الحذر بسبب آثاره المحتملة على كل من الأم والجنين. بشكل عام، يعتبر استخدام دسبرين آمنًا في الثلث الأول من الحمل لتخفيف الألم والحمى، ولكن يجب تجنب الاستخدام المنتظم أو طويل الأمد. يُمنع منعًا باتًا استخدام دسبرين في الثلث الثالث من الحمل حيث يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على كل من الأم والجنين.