دعاء اتخاذ القرار الصائب
مقدمة
اتخاذ القرارات الصائبة أمر ضروري في حياتنا، سواء كانت قرارات شخصية أو مهنية. ولكن قد يكون اتخاذ القرارات الصائبة أمرًا صعبًا، خاصة عندما نواجه خيارات متعددة أو نشعر بالضغط. لحسن الحظ، لدينا في الإسلام دليلًا يمكننا اتباعه لمساعدتنا على اتخاذ القرارات الصائبة، هذا الدليل هو الدعاء.
اترك الأمر لله
أفضل طريقة لاتخاذ القرار الصائب هي ترك الأمر لله – سبحانه وتعالى -. هذا يعني أننا يجب أن نلجأ إلى الله – عز وجل – ونطلب منه هدايته وتوفيقه. ويمكننا أن نفعل ذلك من خلال الدعاء، مثل:
اللهم إني أسألك خير الأمور في عاجل أمري وآجله، اللهم اصرف عني شر الأمور في عاجل أمري وآجله.
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأرضني به.
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان وارضني به.
استخارة الله
الاستخارة هي نوع خاص من الأدعية يستخدمه المسلمون لطلب مشورة الله – سبحانه وتعالى – بشأن قرار معين. لكي نستخير الله، يجب أن نؤدي ركعتين من صلاة الاستخارة، ثم نقول الدعاء التالي:
اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
التوكل على الله
بعد أن نستخير الله، فإن علينا أن نتوكل عليه، أي أن نثق بأن مهما كانت النتيجة، فهي الأفضل بالنسبة لنا. وهذا يعني أننا يجب أن نؤمن بأن الله – سبحانه وتعالى – يعرف ما هو الأفضل لنا، وأن قراره هو الأفضل بالنسبة لنا، حتى لو لم نفهمه في ذلك الوقت.
اللهم إني توكلت عليك، وأنا معتصم بحبلك، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم أسألك العون على أمري، وأسألك التوفيق في قراري، وأسألك أن ترزقني الثبات على ما هو خير لي.
اللهم اجعلني من الذين يتوكلون عليك، ويعتمدون عليك، ويؤمنون بأنك خير مدبر للأمور.
تفويض الأمر إلى الله
بعد أن نستخير الله ونتوكل عليه، فإننا نفوض الأمر إليه – سبحانه وتعالى -. هذا يعني أننا نترك الأمر بين يديه، ونسلم بقضائه وقدره. ولا يعني هذا أننا يجب أن نكون سلبيين، ولكن يجب أن نؤمن بأن الله – عز وجل – يحبنا ويريد الأفضل لنا.
اللهم إني أفوض أمري إليك، وأفوض قراري إليك، وأسلم أمري إليك.
اللهم إني أدعوك أن ترزقني الخير في قراري، وأن ترزقني الرضى بقضائك وقدرك.
اللهم إني أؤمن بك، وأؤمن بأنك خير مدبر للأمور، وأسألك أن تقدر لي الخير حيث كان.
ثق بقلبك
بعد أن نلجأ إلى الله – سبحانه وتعالى – ونتبع الأدعية والتعليمات التي ذكرناها، علينا أن نثق بقلبنا. وهذا يعني أن نستمع إلى مشاعرنا وحدسنا بشأن القرار. إذا كنا نشعر بالراحة والاطمئنان بشأن قرار معين، فعلى الأرجح أنه القرار الصحيح.
اللهم إني أسألك أن ترزقني حسن الظن بك، وأن ترزقني الثقة بقراراتي.
اللهم إني أتوجه إليك وأطلب منك أن ترزقني القلب السليم الذي يرشدني إلى الصواب.
اللهم إني أؤمن بك، وأؤمن بأنك وليي وناصري، وأسألك أن تدلني على الخير أينما كان.
لا تخف من الفشل
اتخاذ القرارات الصائبة لا يعني أننا لن نخطئ أبدًا. فجميعنا نرتكب أخطاء، ولكن المهم هو أن نتعلم منها ونواصل المضي قدمًا. إذا اتخذنا قرارًا لم ينجح كما هو مخطط له، فلا تيأس. فكل ما عليك فعله هو إعادة تقييم الخيار والتعلم من تجربتك.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في أموري كلها، وأسألك أن ترزقني الهداية والتوفيق في قراراتي.
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان، ومن شر القرارات الخاطئة.
اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، وأتوب إليك توبة نصوحًا.
اتبع هداك قلبك
في النهاية، فإن أفضل طريقة لاتخاذ القرار الصائب هي اتباع هداك قلبك. إذا كنت تشعر بالراحة والطمأنينة بشأن قرار معين، فعلى الأرجح أنه القرار الصحيح. ولكن تذكر أن تستخير الله، وتتوكل عليه، وتفوض الأمر إليه. ومع هذه الأدعية والتعليمات، يمكنك أن تطمئن إلى أنك تتخذ القرارات الصائبة التي ستقودك إلى حياة سعيدة وناجحة.