دعاء الخروج من المدينة المنورة

دعاء الخروج من المدينة المنورة

فضل ومكانة المدينة المنورة

قال صلى الله عليه وسلم: “من دخل المدينة مهاجرا فأقام بها حتى يموت فهو من أهل الجنة”، ولقد حظيت المدينة المنورة بمكانة عظيمة في الإسلام فهي ثاني الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة، وهي قبلة المسلمين الأولى، وبها المسجد النبوي الشريف الذي يضم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي من خير بقاع الأرض.

وقال صلى الله عليه وسلم: “ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة”، فمن زار المدينة المنورة واستطاع الصلاة في المسجد النبوي الشريف فقد أدرك خيراً عظيماً، وجاء في فضل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: “من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي”.

ومن زار المدينة المنورة فقد كان من أهل الجنة كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن على كل مسلم أن يجتهد في زيارة المدينة المنورة لأنها من أفضل البلاد وأحبها إلى الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا إذا خرجوا من المدينة اشتاقوا إليها.

آداب الخروج من المدينة المنورة

يجب على المسلم أن يلتزم بالآداب الشرعية عند الخروج من المدينة المنورة، ومن هذه الآداب:

• اغتسال قبل الخروج من المدينة المنورة.
• التوجه إلى المسجد النبوي الشريف لصلاة ركعتين تحية المسجد.
• الوقوف عند الباب الذي دخل منه صلى الله عليه وسلم وفعل كما فعل.
• الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
• تجديد العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم.
• السير على الآثار التي سار عليها صلى الله عليه وسلم بكل خشوع.
• تجنب الصخب واللغط.
• التصدق على الفقراء والمساكين.
• الدعاء بهذه الأدعية المأثورة منها: “اللهم ارزقني حجة الإسلام، اللهم ارزقني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في عامك هذا وبكل عام”.

دعاء الخروج من المدينة المنورة

هناك العديد من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاء الخروج من المدينة المنورة، ومنها:

• “اللهم حبب إلينا المدينة كما حبيبت إلينا مكة، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، اللهم ارزقنا رزقاً طيبا حلالا، اللهم إني أسألك الأمن والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن عذاب ما تحت الأرض”.
• “اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي والمسلمين، اللهم إني خرجت من المدينة وأنت خير الحافظين وخير الناصرين، اللهم إني أعتصم بعهدك وميثاقك، اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وآخرتي، اللهم إني أسألك خير المآل وعاقبة الأمور”.

زيارة جبل أحد

يقع جبل أحد شمال المدينة المنورة، وهو من الأماكن التي يحب المسلمون زيارتها، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أحد جبل يحبنا ونحبه”، وقد شهد جبل أحد غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة، والتي استشهد فيها المسلمون، ومن زار جبل أحد ونظر إلى القتلى صلى الله عليهم وجدد عهده مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد أدرك خيراً عظيماً.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى أحد قال: “السلام عليكم يا أهل القبور، غفر الله لكم ولنا وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لحاج وشهداء أحد”.

ومن زار جبل أحد فعليه أن يتأمل في القتلى ويعتبر بحالهم، وأن يستغفر لهم، وأن يدعو الله أن يثبتهم عند السؤال.

زيارة مسجد قباء

يقع مسجد قباء على بعد أربعة كيلومترات جنوب المدينة المنورة، وهو أول مسجد بني في الإسلام، وقد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقد ذكر في القرآن الكريم قوله تعالى: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. ومن زار مسجد قباء وصلى فيه فقد أدرك خيراً عظيماً.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة”، وقال أيضاً: “من خرج من بيته متطهراً إلى مسجد قباء يصلي فيه صلاة كتب الله له بكل خطوة عشر حسنات”.

ومن زار مسجد قباء فعليه أن يصلي فيه ركعتين تحية المسجد، ويمكنه أن يقرأ فيها سورة البقرة، والله أعلم.

زيارة مسجد ذي القبلتين

يقع مسجد ذي القبلتين على بعد خمسة كيلومترات جنوب المدينة المنورة، وهو من الأماكن التي يحب المسلمون زيارتها، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه صلاة الظهر وصلاة العصر، وفي هذا المسجد حدث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة.

وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد ذي القبلتين ركعتين، والله أعلم.

ومن زار مسجد ذي القبلتين فعليه أن يصلي فيه ركعتين تحية المسجد، وأن يقيم فيه صلاة الظهر وصلاة العصر اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

زيارة جبل حراء

يقع جبل حراء شمال شرق المدينة المنورة، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعبد في غار حراء، وفي ليلة القدر من شهر رمضان نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول وحي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ليلة”.

ومن زار جبل حراء فعليه أن يتأمل في حال النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعتبر بنفسه، وأن يدعو الله أن يثبته على الدين، وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.

خاتمة

وفي الختام فإن على كل مسلم أن يجتهد في زيارة المدينة المنورة والاستفادة من خيراتها وآثارها، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في المدينة المنورة فإنها أحب البقاع إلى الله تعالى، وأن يغتنم هذه الفرصة العظيمة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لزيارة المدينة المنورة وأن يرزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يبلغنا إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.