دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..”
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فضل دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..”
إن دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..” من الأدعية العظيمة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.
معنى دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..”
أما معنى هذا الدعاء فهو واضح، فإن العبد يسأل الله تعالى أن يهديه فيمن هدى، فيحفظه من الضلال والزيغ، ويدله على طريق الحق والصواب، ويرزقه معرفة الطريق المستقيم والسير فيه. كما يسأله تعالى أن يعافيه فيمن عافى، فيحفظه من الأمراض والأسقام والفتن، ويرزقه العافية والصحة والقوة. ويسأله تعالى أن يتولاه فيمن تولى، فيرعاه ويحفظه ويحميه، ويسدده في أقواله وأفعاله، ويرزقه السعادة والتوفيق والفلاح. ويسأله تعالى أن يبارك له فيما أعطى، فيبارك له في رزقه وعافيته وأهله وولده وماله، ويرزقه النماء والبركة والتوفيق. ويسأله تعالى أن يقيه شر ما قضى، فيحفظه من المكاره والفتن والشرور، ويرزقه السلامة والأمان والطمأنينة. ويختم الدعاء بالإقرار بعظمة الله تعالى وقدرته المطلقة، والتسليم بقضائه وقدره.
أدلة من السنة على فضل دعاء السديس
وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على فضل هذا الدعاء، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قال: اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإن الله يفعل به ذلك”.
أقسام دعاء السديس
وينقسم دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..” إلى خمسة أقسام:
- الهداية: فالعبد يسأل الله تعالى أن يهديه فيمن هدى.
- العافية: فالعبد يسأل الله تعالى أن يعافيه فيمن عافى.
- التولي: فالعبد يسأل الله تعالى أن يتولاه فيمن تولى.
- البركة: فالعبد يسأل الله تعالى أن يبارك له فيما أعطى.
- وقاية الشر: فالعبد يسأل الله تعالى أن يقيه شر ما قضى.
آداب دعاء السديس
ومن آداب دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..” أن يدعو به العبد بصدق وإخلاص وتضرع، وأن يستشعر حاجته إلى الله تعالى، وأن يعلم أن الله تعالى وحده هو القادر على الهداية والعافية والتولي والبركة والوقاية من الشر. ومن المستحب أن يدعو به العبد في أوقات الإجابة، مثل دعاء السحر ودعاء يوم الجمعة.
فضل الدعاء في الإسلام
إن الدعاء من أهم العبادات في الإسلام، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
الدعاء من أسباب نزول الرحمة
والدعاء من أهم أسباب نزول رحمة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ولا تزال رحمته منصوبة حتى تطلع الشمس من مغربها”. لذلك ينبغي على العبد أن يكثر من الدعاء في جميع الأوقات، وخاصة في أوقات الإجابة، وأن يلح في الدعاء ويتضرع إلى الله تعالى، ولا ييأس من رحمته.
وفي الختام، فإن دعاء السديس “اللهم اهدنا فيمن هديت..” من الأدعية العظيمة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو دعاء شامل يشتمل على جميع أنواع الخير والبركة والوقاية من الشر. وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء، فإن الدعاء من أهم العبادات في الإسلام. لذلك فينبغي على العبد أن يكثر من دعاء السديس وغيره من الأدعية المأثورة، وأن يستشعر حاجته إلى الله تعالى، وأن يعلم أن الله تعالى وحده هو القادر على الهداية والعافية والتولي والبركة والوقاية من الشر.