دعاء الصبر على المصيبة
مقدمة
إن المصائب والابتلاءات قدر من الله تعالى لا راد لقضائه، وقد ابتلى الله تعالى عباده بالمصائب ليختبر صبرهم ويجزهم على تحملها خيرًا عظيمًا، فالصبر على المصيبة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.
ما هو الصبر؟
الصبر هو حبس النفس عن الجزع والشكوى عند المصائب والابتلاءات، وهو من أسمى الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على التمسك بالصبر، فقال: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال: 46).
فضل الصبر على المصيبة
للصبر على المصيبة فضل عظيم عند الله تعالى، فقد وعد الله الصابرين بأجر عظيم، فقال: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10)، كما أن الصبر على المصيبة يثبت الإيمان في القلب ويرفع الدرجات في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” (البخاري).
آثار الصبر على المصيبة
للصبر على المصيبة آثار إيجابية على حياة المسلم، ومن أهم هذه الآثار:
حصول المسلم على الثواب العظيم من الله تعالى.
زيادة الإيمان والتوكل على الله تعالى.
رفع الدرجات في الجنة.
تقوية الشخصية وتحمل الشدائد.
إبعاد الحزن والهم والغم عن قلب المسلم.
كيف نصبر على المصيبة؟
هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للصبر على المصيبة، ومن أهم هذه الخطوات:
الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم لأمره.
التوكل على الله تعالى والثقة في أنه سيكتب للمسلم الخير في كل الأحوال.
اللجوء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء.
ذكر محاسن الله تعالى وشكره على ما أنعم به من نعم.
تذكر أن المصيبة محنة وابتلاء من الله تعالى لا بد من الصبر عليها.
أدعية الصبر على المصيبة
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت عليهم السلام الكثير من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند المصيبة، ومن أشهر هذه الأدعية:
“اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمّي”.
“اللهم إني أسألك الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والطاعة عند الغضب، والخشوع عند النعمة، والإنابة عند الكربة، والقناعة بما قسمت، والعزيمة على ما قضيت، والتوكل عليك في الغيب والشهادة”.
“اللهم إني أعوذ بك من غلبة الهم وأنواع الحزن والقنوط من رحمتك، اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي وبصري، اللهم عافني في أهلي ومالي، اللهم ارزقني العافية في الدنيا والآخرة”.
قصص عن الصبر على المصيبة
وردت في كتب السيرة والتاريخ الكثير من القصص عن الصبر على المصيبة، ومن أشهر هذه القصص:
قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتلاه الله تعالى بالمرض والمال والأولاد، فصبر على ذلك كله حتى حظي بأجر عظيم من الله تعالى.
قصة مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي هاجر إلى المدينة المنورة فقيراً معدماً، فصبر على الجوع والعطش حتى رزقه الله تعالى الشهادة.
قصة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، التي صبرت على أذى المشركين وظلت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفيت.
خاتمة
الصبر على المصيبة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو فضيلة عظيمة تؤتي ثمارها في الدنيا والآخرة، ومن صبر على المصيبة فهو مأجور عند الله تعالى، وسيجزيه الله تعالى خيرًا عظيمًا.