ربنا ما خلقت هذا باطلا
إن الآية الكريمة “ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار” من سورة آل عمران، وهي آية عظيمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدروس الهامة التي يحتاج المسلم تأملها وتدبرها، فهي دعاء وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عباده من عذاب النار.
خلق السماوات والأرض والإنسان
يخاطب المسلمون ربهم في هذه الآية الكريمة قائلين: “ربنا ما خلقت هذا باطلا”، وهذه الجملة تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض والإنسان لحكمة عظيمة وهدف جليل، وليس عبثًا أو بدون فائدة.
فالسماوات خلقها الله لتكون آيات بينة على قدرته وعظمته، وجعلها موضعًا لرزق العباد. والأرض خلقها الله لتكون مستقرًا للبشر، وأودع فيها من الخيرات ما يكفيهم.
أما الإنسان فإنه خلق مكلفًا بالإيمان والعمل الصالح، وسيحاسب على أعماله يوم القيامة. فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثًا، بل خلقه لعبادته.
الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى
بعد أن يعترف المسلمون بأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون بحكمة عظيمة، يتضرعون إليه قائلين: “سبحانك فقنا عذاب النار”. وهذه الجملة هي دعاء من المسلم إلى الله سبحانه وتعالى أن يوقيه عذاب النار.
فالنار هي مصير الكافرين والمنافقين والعصاة من المؤمنين، وهي عذاب أليم لا يطاق. والمسلمون يتضرعون إلى الله سبحانه وتعالى أن يقيهم هذا العذاب الأليم.
وهذا الدعاء يبين مدى خوف المسلم من عذاب النار، ورغبته في دخول الجنة. فالجنة هي دار النعيم الأبدي، وهي جزاء المتقين الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
ثمار الإيمان بهذه الآية
لإيمان المسلم بهذه الآية الكريمة ثمار كثيرة، منها:
- زيادة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ومعرفة عظمته وحكمته.
- زيادة اليقين بأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب العباد على أعمالهم.
- حث المسلم على طاعة الله سبحانه وتعالى واجتناب معصيته.
- التعزية للمسلم في مصائب الدنيا، والتذكير بأن الآخرة خير وأبقى.
أهمية الدعاء بها
يجب على المسلم أن يكثر من الدعاء بهذه الآية الكريمة، لما لها من ثمار عظيمة وفوائد جمة، منها:
- تقوية الإيمان، وزيادة اليقين بالله سبحانه وتعالى.
- حفظ المسلم من عذاب النار.
- نيل رضا الله سبحانه وتعالى، والفوز برحمته.
آداب الدعاء بها
هناك آداب يجب على المسلم مراعاتها عند الدعاء بهذه الآية الكريمة، منها:
- أن يكون الدعاء بقلب خاشع وصادق.
- أن يدعو المسلم بما فيه خير دنياه وآخرته.
- أن يستمر المسلم في الدعاء ولا ييأس.
ختام
إن الآية الكريمة “ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار” هي آية عظيمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدروس الهامة. وهي دعاء وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عباده من عذاب النار.
يجب على المسلم أن يؤمن بهذه الآية ويجعلها نبراسًا في حياته، وأن يكثر من الدعاء بها، عسى أن يفوز برضا الله سبحانه وتعالى ورحمته.