ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مقدمة
يُعدّ الدعاء إلى الله من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أعظم أسباب تفريج الكروب، ونيل المطالب، وتحصيل المآرب، وقد علمنا الله تعالى كيف ندعوه، وبيّن لنا ما ندعو به، ومن الأدعية العظيمة التي وردت في كتاب الله دعاء سيدنا موسى عليه السلام “ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا”، وسنتناول في هذا المقال شرح هذا الدعاء العظيم وفوائده.
شرح الدعاء
يُقسم دعاء “ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا” إلى قسمين:
رَبَّنا: وهي مناداة تدل على الربوبية، وهي الاسم الذي يختص به الله عز وجل، وتُفيد الإقرار بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده.
هيئ لنا من أمرنا رشدا:
هيئ: تعني سهّل ويسر.
أمرنا: يشمل جميع شؤون العبد الدينية والدنيوية.
رشدا: ضد الغي، وهو السداد والصواب.
معنى الدعاء
إذن، معنى الدعاء: يا ربنا، يا من تختص بالربوبية، يا من بيدك تدبير الأمور، يسر لنا كل أمورنا الدينية والدنيوية، وارزقنا السداد والصواب فيها، واحفظنا من الغي والضلال.
فقه الدعاء
يتضمن دعاء “ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا” فقهًا عظيمًا، منها:
إخلاص العبودية لله تعالى.
الاعتراف بعجز العبد وافتقاره إلى الله.
التوكل على الله في جميع الأمور.
اليقين بأن الله هو المتصرف في ملكوت السماوات والأرض.
طلب الرشد والسداد في كل شأن من شؤون الحياة.
فضائل الدعاء
للدعاء “ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا” فضائل عظيمة، منها:
تحصيل الإصلاح في النفس والأهل والمال والولد.
حفظ العبد من الوقوع في المحرمات والمعاصي.
تفريج الكرب ونيل المطالب.
تحصيل السعادة الدنيوية والأخروية.
كيف ندعو بهذا الدعاء؟
يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في كل وقت وحين، لا سيما عند الشدائد والملمات، وفي حال الحيرة والتردد في اتخاذ قرار ما، ويُستحب أن يكون الدعاء بخشوع وإخلاص، وأن يكون القلب حاضرًا مع الدعاء، وأن يكرر العبد الدعاء، ويلازم عليه، حتى يستجيب الله له.
أمثلة لرشد الأمر
من أمثلة رشاد الأمر:
اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
اختيار الزوج الصالح أو الزوجة الصالحة.
اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة.
تحصيل الرزق الحلال.
تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة.
خاتمة
دعاء “ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا” من الأدعية العظيمة التي ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء بها، لما لها من فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الرشد والسداد في جميع أمورنا، وأن يليّن لنا قلوبنا، ويثبتنا على طريق الحق والصواب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.