ربي لا تعلق قلبي بما ليس لي
إن التعلق بالدنيا من الأمور التي نهانا عنها الله تعالى في كتابه العزيز، وذلك لما لها من أضرار ومخاطر على قلب المسلم، فعندما يتعلق قلب المرء بالدنيا فإن ذلك يؤدي به إلى الغفلة عن ذكر الله تعالى وعبادته، كما أنه يؤدي إلى الحزن والأسى عند زوالها وفقدانها.
أضرار التعلق بالدنيا
1. الغفلة عن ذكر الله تعالى وعبادته:
عندما يتعلق قلب المرء بالدنيا فإن ذلك يجعله منشغلاً بها عن ذكر الله تعالى وعبادته، وذلك لأن الدنيا تستهوي النفس وتشغلها عن كل ما سواها، وهذا ما نهانا عنه الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: “واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرًا ثم يكون حطامًا وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور” (الحديد: 20).
2. الحزن والأسى عند زوال الدنيا وفقدانها:
إن الدنيا زائلة فانية، وكل ما فيها من متاع وزينة إلى زوال، وعندما يتعلق قلب المرء بالدنيا فإن ذلك يؤدي به إلى الحزن والأسى عند زوالها وفقدانها، وذلك لأنه تعلق بشيء لا يدوم ولا يبقى، وهذا ما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “إياكم وحب الدنيا فإن حب الدنيا رأس كل خطيئة” (رواه ابن ماجه).
3. الوقوع في المعاصي والذنوب:
إن التعلق بالدنيا قد يؤدي بالمؤمن إلى الوقوع في المعاصي والذنوب، وذلك لأنه عندما ينشغل بالدنيا عن ذكر الله تعالى وعبادته فإن ذلك يجعله عرضةً للشيطان ووساوسه، وهذا ما حذرنا منه الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم” (النور: 21).
فوائد التخلي عن التعلق بالدنيا
1. القرب من الله تعالى:
عندما يتخلى المرء عن التعلق بالدنيا فإنه يصبح أقرب إلى الله تعالى، وذلك لأنه يفرغ قلبه من كل ما سواه، وهذا ما يجعله مستعدًا لتلقي رحمات الله تعالى وفضله، وهذا ما وعدنا به الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” (غافر: 60).
2. السعادة والطمأنينة:
إن التخلي عن التعلق بالدنيا يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة، وذلك لأنه عندما لا يكون متعلقًا بأي شيء من متاع الدنيا فإن ذلك يجعله راضيًا بقضاء الله تعالى وقدره، وهذا ما يجعله يشعر بالسعادة والطمأنينة في قلبه، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا فقد استكمل الإيمان” (رواه مسلم).
3. الفوز بالجنة:
إن التخلي عن التعلق بالدنيا هو من أسباب الفوز بالجنة، وذلك لأن الله تعالى وعد عباده المؤمنين بالجنة إذا زهدوا في الدنيا ورضوا بأرزاقهم، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره بلاء الدنيا فعليه بالزهد فيها” (رواه الترمذي).
كيف نتخلى عن التعلق بالدنيا؟
1. تذكر الموت:
إن تذكر الموت من الأمور التي تساعد على التخلي عن التعلق بالدنيا، وذلك لأن الموت يقطع كل أمل في الدنيا ومتاعها، فحين يدرك الإنسان أنه سيموت لا محالة فإن ذلك يجعله أقل تعلقًا بالدنيا وما فيها، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثر من ذكر هادم اللذات” (رواه الترمذي).
2. الإكثار من ذكر الله تعالى:
إن الإكثار من ذكر الله تعالى من الأمور التي تساعد على التخلي عن التعلق بالدنيا، وذلك لأن ذكر الله تعالى يلين القلب ويجعله متعلقًا بالله تعالى، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (رواه الترمذي).
3. الرضا بما قسم الله تعالى:
إن الرضا بما قسم الله تعالى من الأمور التي تساعد على التخلي عن التعلق بالدنيا، وذلك لأن الرضا بقضاء الله تعالى وقدره يجعل الإنسان أقل تعلقًا بالدنيا وما فيها، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا فقد استكمل الإيمان” (رواه مسلم).
أقوال السلف في التعلق بالدنيا
1. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو كان لي مال لأحببت أن أتصدق به، ولو كان لي ولد لأحببت أن أجاهد به في سبيل الله، ولكن ليس عندي إلا نفسي، والله لا أبخل بها عن الجهاد في سبيل الله”.
2. قال الحسن البصري رحمه الله: “من تعلق قلبه بالدنيا قل عقله، ومن قل عقله كثر جهله، ومن كثر جهله ضل، ومن ضل لم يهتد إلى طريق النجاة”.
3. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “لو كانت الدنيا ذهبا لكان قليلها كثير، ولكنها متاع الغرور”.
قصص عن التخلي عن التعلق بالدنيا
1. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى رجلاً نائمًا في المسجد، وعلى صدره سيف، فقال له: “يا عبد الله، ما هذا؟” قال: “خشيت أن تغير الدنيا قلبي” فقال عثمان: “والله إن كنت لبارًا”.
2. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: “خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت غلامًا نائمًا في المسجد، وعلى صدره سيف، فقلت له: “يا غلام، ما هذا؟” قال: “خشيت أن يسرقني الناس” فقلت: “والله إن كنت لصادقًا”.
3. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: “خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت عجوزًا نائمة في المسجد، وعلى صدرها سكين، فقلت لها: “يا عمة، ما هذا؟” قالت: “خشيت أن يغتالني الناس” فقلت: “والله إن كنت لصادقة”.
ثمار التخلي عن التعلق بالدنيا
1. القرب من الله تعالى:
إن التخلي عن التعلق بالدنيا يجلب للإنسان القرب من الله تعالى، وذلك لأنه يفرغ قلبه من كل ما سواه، وهذا ما يجعله مستعدًا لتلقي رحمات الله تعالى وفضله، وهذا ما وعدنا به الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” (غافر: 60).
2. السعادة والطمأنينة:
إن التخلي عن التعلق بالدنيا يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة، وذلك لأنه عندما لا يكون متعلقًا بأي شيء من متاع الدن