ربي يسعد
إن ربي يسعد هو دعاء من الأدعية المأثورة التي يرددها المسلمون للتعبير عن رجائهم في أن يمن عليهم الله سبحانه وتعالى بالسعادة في الدنيا والآخرة، والسعادة في اللغة تعني السرور والطمأنينة والرضا، وهي غاية يسعى إليها كل إنسان، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على طلب السعادة من الله تعالى، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ففي طاعة الله، ومن كان يريد الآخرة ففي طاعة الله، ومن أراد الدنيا والآخرة ففي طاعة الله” (أبو داود والنسائي وابن ماجه).
أسباب السعادة في الدنيا
1. الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح: إن الإيمان بالله تعالى والعمل بما أمر به واجتناب ما نهى عنه من أهم أسباب السعادة في الدنيا، فالمؤمن يعيش مطمئنًا راضيًا عن قدر الله تعالى، ويواجه مصاعب الحياة بقوة وإيمان، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (يونس: 63-64).
2. الصحة والعافية: إن الصحة والعافية من نعم الله تعالى التي تساعد على تحقيق السعادة في الدنيا، فالإنسان السليم معافى البدن يكون أكثر قدرة على الاستمتاع بالحياة وممارسة نشاطاته.
3. الرزق الحلال: إن الرزق الحلال الطيب من أسباب السعادة في الدنيا، فالإنسان الذي يكسب رزقه من طرق مشروعة ويكفيه لسد احتياجاته يكون أكثر راحة واطمئنانًا.
أسباب السعادة في الآخرة
1. دخول الجنة: إن دخول الجنة هو غاية السعادة في الآخرة، قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (المائدة: 119).
2. رؤية الله تعالى: إن رؤية الله تعالى في الآخرة من أعظم درجات السعادة التي ينالها المؤمنون، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر” (البخاري ومسلم).
3. لقاء الأحبة: إن لقاء الأحبة من المؤمنين في الجنة من أسباب السعادة في الآخرة، قال تعالى: ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾ (يونس: 10).
كيف ننال السعادة من الله تعالى؟
1. الدعاء: الدعاء إلى الله تعالى من أهم الوسائل التي ننال بها السعادة، فالمسلم يضاعف من دعائه بأن ييسر الله له أموره ويرزقه السعادة في الدنيا والآخرة.
2. التوكل على الله تعالى: إن التوكل على الله تعالى والتفويض إليه في كل الأمور من أسباب السعادة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: 3).
3. الصبر والرضا: إن الصبر على مصاعب الدنيا والرضا بقضاء الله تعالى من أسباب السعادة، قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود: 49).
فضل الدعاء بربي يسعد
1. الدعاء بربي يسعد مستجاب بإذن الله تعالى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة” (أبو داود والترمذي).
2. الدعاء بربي يسعد سبب في زيادة إيمان المسلم وتقواه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ (البقرة: 186).
3. الدعاء بربي يسعد سبب في دفع البلاء والشدائد، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ﴾ (الزمر: 8).
أثر السعادة على حياة المسلم
1. السعادة تزيد من صحة المسلم وتقوي مناعته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” (الترمذي).
2. السعادة تجعل المسلم أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الدنيا والتغلب عليها.
3. السعادة تقوي العلاقات الاجتماعية وتزيد من ترابط المجتمع.
خاتمة
إن السعادة غاية يسعى إليها كل إنسان، وهي منحة من الله تعالى ينعم بها على عباده الصالحين، ويمكن للمسلم أن ينال السعادة في الدنيا والآخرة من خلال الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح، والدعاء بربي يسعد، والتأسي بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التوكل على الله تعالى والصبر والرضا.